المقالة

قَال الشاعر.. إلى ذاكرة الويب

(هناك من كانت حياتهم كلها رسائل.. فكلما نتذكرهم نجتر معهم ذكريات لا تقف عند زمن معين أو حدث بعينه.. بل نشعر بأنهم اختزلوا الحياة في مشوارهم.. بصماتهم تبقى بعدهم ولا يمكن أن تمحى من الذاكرة.. ومن حظنا أننا كنا قريبين منهم .. سواء بالمسافة الملموسة أو المحسوسة.. وأيضا نكون أكثر حظا أننا نلتقي في سيرتهم بأناس تجمعنا بهم أواصر روحية متينة .. هي بالتأكيد لم تكن وليدة اللحظة.. بل هي منذ الأزل) …  عمر عبود

من أعمال التشكيلي بشير حمودة.
من أعمال التشكيلي بشير حمودة.

الإعلام المهزوم

كيف تعرف أن إعلاما ما بأنه إعلام مهزوم؟

يقترح هذا السؤال افتراضات وتخمينات قد تكون جد حاسمة ولها احتمالها القائم..

أن يكون عواءً حكوميا مثلا.. صوت السلطة

أن يتجاوز الشاعر بوصفه غريم الحاكم رغم التستر والحذر الظاهري بينهما فيما يعرف في العصر الحديث بالمران الضروري الذي يميز الشعراء المناضلين بالفكر والتغيير بوسائل باردة.

أن يكون الوقيعة بينهما.

أن يكون قذرا في حق الشاعر، ومستترا لأخباره الكبرى.

أن يكون نهيقا مفزعا لطهارة السمع

أن يكون بدون كينونة مهما اختلفت أسماؤه الخادعة والمغشوشة.

الإعلام الحر صوت الجوهر الإنساني وكناشة الضمير، إنه رصد الشاعر وتتبع تطوافه..

حركة الحاكم مسلسل درامي للضحك على الإنسان

أخبار السلطة أخبار عجلى مصيرها النسيان.

حركة الشاعر تشكيل أبدي لمعنى الكيان والوجود الإنساني..

هل يبقى في ذاكرة الشعوب غير أسماء الشعراء؟..

مهما طغى الطغاة ومهما انتفخت بطونهم العفنة ومهما انتفع المنتفعون ومهما استبد السلطويون ومهما ارتقت رتب الجنرالات فإنهم إلى قبر النسيان زاحفون (على بطونهم والدجى من فوقهم )

لذا لا يؤرق الشاعر التقارير السرِّية لذبحه ومحاولة إيقاعه، والزج به في أتون حرب غير شريفة..لا تتقن براءته لغتها الضروس.

إنه ماضٍ ملاقٍ حتفه..

يمشي كأن القبر رفيقه..

يحكي لليالي سرِّ نجواه، هذا الشاعر اسم معناه، يفترض مثوى للقياه.. رغم البرد رغم الفاقة هو ثراء الثراء.

حين يجوع النهار للنور هو النور..

هل كان أكثر مما كان.

الشاعر وإن مات غيلة أو…. يظل في حيوات الكلمة معجما لشهوات الحرف الحر.


نشر عام 2008 بموقع المنارة وعدة مواقع أخرى

مقالات ذات علاقة

مثقفون ليبيون.. واقع رقمي آني

خلود الفلاح

حكاية لطفل أعرفه في غزة

الصادق النيهوم

حبوا الوطن

فاطمة غندور

اترك تعليق