شعر

قهوة الظل

ولدتني أمي وفي عينها حنين للنوم
فاجتمعت الطرق كلها في فمي
تارة تصرخ بي وتارة تصرخ بأمي
السوط يصرخ والعكاز يئن
وأنا امتثل وامشي
امشي في النهار بقدمي
وامشي في الليل بعيني
ليس الأمر: أحب أو أكره أن امشي
امشي فعل أمر
الطريق في فمي: إذا عطشت امشي وإذا جعت امشي وإذا أردت الكلام امشي
بعد خمسين عاما من المشي تزيد أو تنقص قليلا
جلست قي ظل زيتونة
تركت الوقت يجلس بعيدا عني
ما عاد العكاز في يدي
رحلت أمي وكبرت ابنتي
لكن المكان صياد أشرس من الزمن
كأن التراب بن مطحون
والحنين ماء
وإصبعي عود كبريت
كل شيء جاهز لصنع فنجان قهوة
قهوة الظل بدون سكر حلوة
مثل حبات الزيتون المعتقة في ملح الجبل
ما كان ينقصني إلا أمنية
تحتوي كل هباتك يا آن الآن
هل فات الأوان؟
هل اندس ما ظهر لي في شمس الظهيرة واختلط بتراب الزيتونة العتيق؟
لا أدرى. أحب أو أكره أنا امشي
في البدء نهضت قدمي ثم نفضت البن عن راسي
وأحضرت الطريق لعندي
وقالت هيا نمشي
كأن العكاز لم يسقط من يدي
ولم ينزلق السوط عن ظهري

مقالات ذات علاقة

إثر موجةٍ من الغرق!

مفتاح البركي

كثـيرٌ مـمن أعـرف

جمعة عبدالعليم

برد القلوب

فريال الدالي

اترك تعليق