د. ماجدة صلاح
يُعد الأديب الدكتور خليفة العتيري من الأدباء الذين خاضوا حديثا غمار تجربة الكتابة السردية، إذ صدرت له مجموعتان قصصيتان؛ “بصمة على جدار الزمن” عام 2015، و”غدا تزهر أحلامي” عام 2016، وأربع روايات، هي: “ركض على ركح الأديم” عام 2017، و”جوهرة تعانق بريقها” عام 2018، وفي العام نفسه صدرت له رواية “أنت حلمي” عن دار ليندا للنشر والتوزيع، وأخيرا رواية “غدا تشرق أضوائي” هذا العام 2019. تنتظم رواية “أنت حلمي” (قيد الدراسة) بين دفتي كتاب من القطع المتوسط في 140 صفحة.
الإطار العام للرواية:
تتناول الرواية قصة الفتى (سند) وحيد والديه، الطالب في المرحلة الإعدادية الذي عاش حياة بسيطة تحت ظل خيمة مع أسرته الفقيرة، يسير أميالا ليصل إلى مدرسته، ومع بدء العام الدراسي الجديد وعودته إلى المدرسة وقع نظره على فتاة جميلة أنيقة وافدة، طالبة في الصف الخامس قادمة من المدينة، يبدو على مظهرها الخارجي يسر حال عائلتها، يعجب بها ويقع في حبها، هذا الحب صار محفزا ودافعا له لطلب العلا والسعي نحو تحسين أوضاعه المادية والاجتماعية بما يليق بمكانة وحياة محبوبته، يقول في حواره مع نفسه “اقرأ، ثم تفوّق في دراستك، وحاول أن تثبت تميّزك لتفوز بقلب فوز” (الرواية، ص13) ومع إصراره يصل إلى مبتغاه، ويلعب القدر لعبته بعد أن فرقت بينهما الظروف لتعود من جديد وتجمع بينهما، ويتمكن من تحقيق حلم حياته بالفوز بفوز، وينهي السارد الحكاية بقوله: “وبهذا يكون قد تحقق الحلم الذي راود سند، بعد أن عصف به الحنين وأضناه الشوق سنوات ليست قصيرة..” ص139. وبين بداية الحكاية ونهايتها يعيش سند مواقف وأحداثا صعبة تدفعه نحو التقدم والوصول إلى هدفه. وقد تكفّل الراوي العليم بتقديم الشخصيات وسرد الأحداث والشرح والتفسير.
تندرج رواية “أنت حلمي” في إطار الروايات الرومانسية التقليدية، بموضوعها وأحداثها ونهايتها، إذ تكفّل الروائي بوضع نهاية لها بزواج سند من فوز وتحقيق حلمه. وقد لجأ الروائي إلى السرد المباشر وإلى تقنيات فنية متعددة يقتضيها البناء الروائي كالحوار الداخلي، والتناص والوصف وغيرها.
العنوان أو العتبة:
يشكّل العنوان الرئيس العتبة الأولى التي تغري القارئ وتمنحه بطاقة الولوج إلى عوالم الحكاية، وتحفزّه على قراءتها. يأتي العنوان جملة إسمية مكونة من ضمير المخاطَب (أنت) والخبر كلمة (حلم) المضافة إلى ياء المتكلم مما يشي بأن هذا الحلم متعلق بالمتكلم، أما ضمير المخاطب فلم يشكّل، إذ لا يعرف القارئ من المخاطَب امرأة أم رجل، لكن عند قراءة الإهداء والدخول إلى عوالم الرواية وقراءتها يتضح أن المخاطَب أنثى تمثل حلم المتكلم.
وجاء الإهداء إلى الأنثى “التي عانقت الحلم، وأهدته مفاتيح كنوز قلبها” وقد امتنع الروائي عن البوح باسمها فهي “أسمى من أن يسجل اسمها”.
وبعد الإهداء مباشرة نقرأ عنوانين فرعيين للرواية، يأتي العنوان الأول “تباريح الحلم” على لسان الشخصية الرئيسة (سند) إذ يتحدث عن حلمه بفتاة أحبها وكيف تغيّرت نظرته للحياة بتأثير هذا الحب، فالسعادة كما يراها “تكمن في القرب منك…” (الرواية، ص5). إذ يشاركنا سند من خلال هذا العنوان حلمه، ونقرأ العنوان الفرعي الثاني (مخاض الحلم) وكأن الراوي العليم قد جعل من الحلم حالة مخاض وولادة متعسرة لطموح قرر سند تحقيقه رغبة في الوصول إلى محبوبته، إذ يبيّن مشاعره العاصفة المتأججة، ويرى حبيبته (حلمه) “قريبة منه، وفي واقعه المعيش يراها بعيدة المنال”، يعيش حالة تناقض بين الواقع والحلم، فيأتي بالمتقابلات ليظهر المفارقة الصعبة “كأن الحلم أرجوحة لا يروق لها، إلا التأرجح بين الصد والوصال، من خلال الحركة والسكون…”. وقد اعتمد الروائي على الفصحى الميسرة القريبة من العامية في الحوارات التي دارت بين الشخصيات، وتظهر بوضوح سيطرة الراوي العليم على مجريات الأحداث، إذ لم تتح الحوارات للشخصيات التعبير عن نفسها لتدخله في غالبيتها وفي الأحداث.
لغة الرواية:
تُعد اللغة المادة الأولية الأساسية في صناعة الأدب، يشكّل من خلالها العمل الإبداعي ويصاغ بأنواعه المختلفة، “إذ لا وجود لبقية العناصر بمعزل عنها، وبها يُخرج المبدع نصه من مهمة التبليغ والإيصال إلى مستوى أرقى تعبيريا وجماليا محملا بأسلوب إيحائي مكثّف مبتعدا عن المباشرة والسطحية”، فيثير المتلقي ويؤثر فيه، ويلامس أعماقه فيتفاعل معه. فاللغة” صياغة بنائية مميزة، والخطاب الروائي لا يمكن أن يتحدد بالحكاية فحسب، بل بما يتضمن من لغة توحي بأكثر من الحكاية، وأبعد من زمانها ومكانها ومن أحداثها، وشخصياتها”.
وتعد الرواية النوع الأدبي القابل للتطوّر والمنفتح على مختلف الأنواع الأدبية، فأصبحت “نصا محبوكا نضاحا بالشعر وتشظيات السيرة، والحلم والخرافة، والواقع والأسطورة. كل ذلك في مزيج باهر يفيد من تراكم التقنيات الروائية…” المستعارة من الشعر وغيره من الأنواع الفنون المختلفة.
ورغم اعتماد الروائي على اللغة الفصحى الميسّرة التي كتبت بها الرواية، فإننا نقرأ لغة شعرية في كل صفحة من صفحاتها تقريبا، خرجت عن المألوف عبر الانزياحات التي شكّلت بالإسناد أو بالإضافة لغة شعرية حيّة أنسنت الجماد وجسّدت المعنوي، فالرواية تكون شعرية “من حيث هي تشكّل لغوي يعبر بالسرد عن عوالم تخييلية معقدة. ولا يتوقف الإشكال عند حدود استعارة الرواية لتقنيات الشعر، بل يتجاوز هذا التصوّر الاختزالي إلى التساؤل عن كيفية اشتغال الخطاب الشعري في النص الروائي وكيف تشتغل هذه التقنيات حيث ترحل من بلاغة الشعر إلى بلاغة الرواية”.
يقول الراوي العليم: “مسكين أيها الصمت، نتقاسم معك خبز الشقاء، ونشرب معك كأس المعاناة…” (الرواية، ص18). جسّد المعنوي ووهبه الروح والحياة فأصبح الصمت إنسانا يأكل ويشرب ويعاني كمعاناة البشر، بل ويتشارك معهم خبز الشقاء وكأس المعاناة.
ويقول في موضع آخر: “ما أجمل الحلم حين يداعب الخواطر، ويسري في ردهات الوجدان، كأنه الماء السلسبيل، يداعب الأرض رقراقا…” (الرواية ص23). “
جعل من الحلم كائنا حيّا يداعب الخواطر التي أنسنها وبث فيها الروح، وجعل للوجدان ردهات يسير فيها الحلم. وفي موضع آخر يقول وهو يتحدث عن والد سند وفرحته بتفوّق ابنه: “ونسي حلمه الشخصي الذي ذاب في حلم فلذة كبده” فكلمة (ذاب) تحمل دلالات مختلفة وقد أسندها لما ليس لها، فجعل من الحلم شيئا حسيا يذوب، وفي هذا الذوبان بين حلم الأب والابن يظهر حجم التضحية والحب الذي يكنه الوالد لولده. ويقول: “لقد غسل الغيث وجنات الطبيعة فبانت مشرقة بهية” ص38. فقد أسند الغسل إلى غير فاعله وهو الغيث فأضفى عليه حياة وحركة.
ونقرأ قول الراوي العليم: “وما هي إلا أيام وأخذ فصل الصيف يلملم أيامه، التي انفرط عقدها، استعدادا للرحيل، وبدأت تباشير فصل الخريف تلوح في الأفق، حيث قطع السحاب تغازل زرقة السماء، واصفرار عراجين النخيل ينبئ بتباريح فصل التمور..” (الرواية ص77). رسم صورة فنية زاهية الألوان لتبدّل الفصول، فجعل من فصل الصيف إنسانا يهم بالرحيل ململما أشياءه وحاجياته، وباتت السحب تغازل زرقة السماء الصافية، فجمع الأبيض والأزرق والأصفر في مشهد يبرز جمال منظر الطبيعة.
واعتمد على الثنائيات الضدية “باشر الدراسة بحب كبير، وطموح جامح إلى التفوق، لتستمر جذوة التألق مستعرة، تلاطف حب فوز…” (ص79). وفي موضع آخر يقول مبينا البون الشاسع بين القول والفعل: “ما أسهل الحديث عن المعارك، وما أصعب الخوض في غمارها”. (ص43).
ومن اللغة الشعرية: “اليوم يعزف الشوق على أوتار حنيني…، فلا القلم يسعفه الكتابة في شكواه للورق…، ولا اللسان يمكنه البوح بما أضناه أنيني…، يستنفر الوجدان يشاكسه، يغازله، بلطف…، وعجلة الزمن تسجل وتحسب ملامح سنيني…”. (ص103).
وبين تلك اللغة الشعرية والفصحى الميسّرة نتعثر بكلمات عامية تكشف بعض عادات سكان البادية، كالأكلات الشعبية (الزميطة ص108.الشاي بالزعتر) أو الأدوات التي يستخدمها أهل البادية (الفنار ص27، الرزام والحميل ص33) ويتكفّل السارد بشرحها وتفسيرها للقارئ.
استعان الروائي بالتشبيه لبيان الحال أو تقريب المعنى، يقول الراوي العليم: “ومع قدوم العاصفة بدأت الخيمة تترنح كأنها سفينة تمخر عباب البحر، فالمياه لفت بها من كل جانب كما يلف السوار بالمعصم..”. (ص34). شبّه الخيمة وهي تهتز وتتحرك بفعل العاصفة بسفينة في وسط بحر هائج تتلاطمها الأمواج، كما شبه الخيمة المحاطة بالماء من كل جانب بالسوار الذي يلف المعصم فقرّب المعنى وصوره.
الوصف:
أولى الروائي عناية خاصة بشخصياته، إذ وصفها وصفا دقيقا، يكشف من خلاله حالتها الاجتماعية وانفعالاتها ودواخلها، فركّز على الشخصيتين الرئيستين في الرواية سند وفوز، يقول في وصف الفتاة القادمة من المدينة (فوز) “فبانت عليها ملامح المدينة من خلال هيئتها، وتلك المسحة الجميلة التي تربعت على محياها، من خلال خصلات شعرها التي أحكم ربطها، بشريط أحمر، كأنه يوحي بممنوع الاقتراب، وذلك الفستان القرمزي الذي عانق قدها الممشوق…”. (الرواية، ص9). أظهر الوصف جمال فوز وكشف حالتها الاجتماعية وغموض شخصيتها “هكذا هي: بحر عميق يصعب الإبحار في يمه إلا لبحار ماهر… وغموض يلف شخصيتها، ولا سبيل للظفر بما حلم به، إلا بمعاودة السير مع ذلك الطريق، فإن لم يرها في واقعه قد يتهادى بها في حلمه…”.
وقد أضفى الوصف على الحكاية واقعية محببة، يقول الراوي العليم في وصف الحافلة التي ركبها سند عائدا إلى معهده: “حيث صعد سند إلى تلك الحافلة التي بانت مكتظة بالركاب، كأنها سفينة نوح، فكل يغني على ليلاه، هذا يسرد قصة لرفيق جلس معه، بصوت جهوري يتقاطع مع حديث آخر من الكراسي المقابلة، ومع موجات من الضحك، وعجوز من الخلف علا صوتها، وهي توصي المحصّل بضرورة إبلاغها عن المحطة الفلانية، وهكذا هي طبيعة الحافلة من الداخل…”. (ص89). إذ صوّر بالوصف مشهدا ناطقا يشع حركة وحياة.
التناص:
وظّف الروائي التناص المباشر من خلال النصوص المقتبسة حرفيا، مستعينا بتناصات مختلفة؛ أدبية ودينية وشعبية.
التناص الأدبي: استحضر الكثير من الأبيات الشعرية لشعراء من أزمنة مختلفة، تبعا لما تقتضيه الفكرة ويدعمها، يقول سند: “ألم يدرسك أستاذ اللغة العربية قول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”
تناص أدبي من قصيدة لأحمد شوقي، وقد جاء الاقتباس منسجما مع الحدث، فما يكابده سند من فقر ومشقة للوصول إلى المدرسة لتحقيق طموحه ينسجم مع مضمون البيت الشعري.
يأتي باقتباسات وتضمينات تثري المعنى وتعززه وتمنحه بُعدا جديدا كقوله لنفسه وهو يشحذ همته للظفر بحلمه “لا بد من صنعا وإن طال السفر” وهي مقولة للإمام أحمد رحمه الله قالها حين نوى السفر لمقابلة العالم إسحاق طلبا للعلم، ويقال إنها شطر من بيت يقول فيه:
لا بد من صنعا وإن طال السفر ** وأقصد القاضي إلى هجرة دبر
كما استشهد ببيت المتنبي:
تريدين لقيان المعالي رخيصة ** لا بد دون الشهد من إبر النحل
واستدعى أبياتا لعنترة :
حرام علي النوم يا ابنة مالك ** ومن فرشه جمر الغضا كيف يرقد
استحضر قصة حب عنترة لعبلة، ذلك الحب الذي أضناه واتعبه، والمهر الذي طلبه والد عبلة لتعجيزه، هكذا يرى حبه لفوز، فالظفر بها سيكلفه سهر الليالي ومكابدة متاعب الحياة، فدلالة هذا التناص تعزز رؤية سند وتؤكدها. (ص22)،
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا ** وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين ** دم وفرث من ذا الذي صفاك (الرواية، ص37).
وهي من قصيدة “بك استجير” للشيخ إبراهيم علي بديوي في مطلعها:
بك أستجير ومن يجير سواكا ** فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا
فجاءت دلالة هذه الأبيات متلائمة مع الحدث، حين تأثر سند بحال أسرته وهم يقبعون تحت أعمدة الخيمة التي تأويهم، وتعلّم من والده أن كل شيء بيد الله ولحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه، فجسّدت المعنى ودعّمته وأكدّت على الفكرة المطروحة.
التناص الديني: استدعى نصوصا من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وبعض أقوال الصحابة. لما لها من مكانة وأهمية، فمن القرآن الآية 9 من سورة الحشر “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” استدعاها حين تبرع سند بالمبلغ الذي حصل عليه من صاحب المحفظة التي وجدها لدار الأيتام. (ص65).
واستدعى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”، حين طلب من ضيفهم ترك التدخين. (ص55).
واستحضر مقولة “الحياء شعبة من الإيمان” لعلي بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ يقول السارد: “حينما تربينا على الحياء والوقار، وهم يرددون قول علي بن أبي طالب: (الحياء شعبة من الإيمان) للاستشهاد بها في بيان أسس التربية الصحيحة للأبناء في الماضي التي كانت ترتكز على الدين الحنيف. (ص48).
جاءت هذه التناصات مباشرة مستشهدا بها لتعزز قول الراوي العليم أو تأييدا لرؤية سند. فنتج عن استحضار بعضها دلالات جديدة أفادت الفكرة التي طرحها الروائي وأكدتها، في حين لم يمتزج بعضها الآخر في البناء الفني للرواية فجاءت زائدة في بعض المواضع.
التناص التاريخي: لم تخل الرواية من إشارات تاريخية استدعاها الراوي العليم، كاتفاقية سايكس بيكو (ص49) واحتلال فلسطين، كما تطرق إلى بعض معضلات العرب والرؤية المزدوجة، ففي حين يدرس الطلبة جغرافية الوطن العربي في المناهج التعليمية كوحدة واحدة، نجدها مقسمة إلى دويلات وبلدان متفرقة على أرض الواقع (ص50). وأشار إلى الاحتلال الإيطالي لليبيا (ص51). “لإيطاليا يا بني مطامع في ليبيا، ونحن آنذاك في جهل ومرض وفقر، فاحتلوا ليبيا ونحن لا نعرف سبب ذلك، إنها عنجهية المحتل، لا يقيم للأخلاق والقيم أية حساب، فقد وضعونا في المعتقلات، رجال ونساء، وطوقوا تلك المعتقلات بالأسلاك الشائكة، مات الكثير منهم بالمرض والجوع..” (ص 52).
الأمثال الشعبية: ولإضفاء مصداقية على أحداث الرواية وإدخال القارئ في أجواء البادية، استعان الروائي بأمثال شعبية وأدوات يعتمدها أهل البادية في حياتهم، فمن الأمثال الشعبية: (كان القاطر من الركيزة، وين يغدو سكان البيت). (الرواية، ص34)، جاءت في الموضع الملائم فدعّمت الموقف وأثرت المعنى، وقد تكفّل السارد بشرحها.
الزمن في الرواية:
أما الزمن في الرواية فهو تراتبي يمضي وفق التسلسل المنطقي للأحداث التي تنمو وتتطور، كما تسير الرواية في اتجاه واحد حكاية سند وفوز، فلا توالد لحكايات فرعية إلا حكاية قريبه الذي زارهم وتحدث عن الاحتلال الإيطالي لليبيا، وصاحب البستان الذي قضى فيه سند وقتا طويلا للمذاكرة، حيث روى صاحب البستان قصته مع هذا البستان وكيف حوّله من مكب للنفايات إلى مزرعة للزيتون والأشجار المثمرة (ص100). وحادثة اعتقال سند التي تشير إلى ظلم السياسة في دولنا العربية، فلا مجال للتثبت والتحقق من الاشتباه بضلوع أي إنسان في مظاهرة أو مسيرة، فالسجن مصيره. (ص121).
ولم تخل الرواية من أخطاء مطبعية؛ لغوية وإملائية.
وتبقى رواية “أنت حلمي” رواية ذات لغة شعرية راقية، ومضامين أخلاقية وتربوية هادفة.