1
تجيئين كالماء
وتذهبين كالريح
وبين الماء والربح
بين لحظة حضورك ولحظة ذهابك لحظة صغيرة تمنحين فيها ميلادا للعشب والبرق والنار والخيل والسنابل والمدن والأفكار والأعلام والأقواس وأعشاش الطيور ٠
2
تجيئين فتطرح الأرصفة والأبنية والستائر والشبابيك والأبواب وأعمدة الكهرباء أغصانا مثقلة بالورد، وينبت الثمر فجأة في أشجار التين والعنب والنخيل، وتذهبين فيختفي العشب والبرق والنار والخيل والأعشاش والورد ٠٠٠٠وتموت الأشجار ٠
3
بين زمن مجيئك المتمهل، البطيء، الموجع كآلام الولادة، وبين لحظة انصرافك المفاجئ الغادر كطعنة سكين، زمن آخر هو زمن الحلم الذي يصير مدينة، وعمر السراب الذي تحيله معجزة حضورك إلى نهر، وعمر السماء التي تزينها نجوم لا تحصى وقد صارت فجأة أرضا.
4
ولكن الحلم المدينة يصبح أنقاضا، والأرض تصير دخانا يصاعد في الفضاء حتى تعود الأرض سماء ٠
والنهر يجف ويصير سرابا كما كانت عندنا تذهبين ٠
5
والعاشق الذي ينتظر في الحدائق وعلى شواطئ البحر مجيئك، تضربين له موعدا، وتجيئين وجها يطفح على سطح الذاكرة، ثم فجأة تركبين جواد الريح، فيختفي الوجه ٠
ويجلس إلى المقهى ينتظر مجيئك ٠٠٠٠فتضربين له موعدا، وتأتين في الليل طيفا ثم تفتعلين في الحلم خصاما وتذهبين ٠ ويجلس إلى الشاطئ يرسم فوق الماء صورتك، لكن الماء يرفض أن يتعرف إليك، ويرسل مع الريح نداء، لكنك لا تردين مع الريح النداء، ويفتح كتاب الأسطورة لكن وجودك الحي يبقى هو أيضا أسطورة ٠
يرفض أن يصدق، وينتظر حضورك الحي مع كل فصل يجئ ٠
6
وتأتين مع الماء٠٠٠٠٠سرابا
وتمضين مع الريح ٠٠٠سرابا
والعاشق الذي يجلس في المقهى ويذهب إلى الحدائق والشرفات، ينتظر أن يصير سراب يوما نهرا ٠