نيران الطرابلسي | تونس
أتقلّب في فراشي، وأنا أغالب رغبة شديدة في تحطيم شيء ما.. أركل مكتبتي، وأنا أتخيّله جسدك، الكتب لا تصدر صوتا قويّا حين تسقط، رغم أنها تحمل الكثير من الحزن،
وعلى الرغم من صغر حجمها تحمل الآلاف من الشخصيات المكتئبة واليائسة مثلي.. لماذا لا تصرخ كل تلك الأجساد بصوت واحد ليصمت هذا الاضطراب المقيت الذي في داخلي وأهدأ؟
أسير مترنّحة نحو المطبخ وأنا أحاول أن أستعين بالحائط، لماذا لا تسقطي أيتها الحطان فوقي لأهدأ؟
أحطم الكؤوس التي تحفظ شفاهك ويديك، أرمي الملاعق على الحائط فيردّها إلي..
أجذب الباب بقوة خلفي، أخرج نحو غرفتي وأرتمي على الكتب التي أسقطها.. كافكا “هل مازال الليل ليلا أكثر من الازم؟” أنا أظنّ أن النهار لا يستطيع أن ينهار في الضوء لذلك يجب أن يبقى الليل ليلا أكثر من الازم.. ” هذا الحزن لا يطاق يا كافكا وأنا لا أعرف بعد حقيقة نفسي” فلماذا لا تصرخ معي ليعمّ الهدوء وننام، حين ننام سأهدأ سأعانقك بشدة ولن أتركك فوق المكتب للغبار والضجر.. لماذا لا نهدأ؟
من المؤسف جدا أن ينتهي حبنا، دون أن نحطم شيئا، عدا قلبك وقلبي.. دون أن أصرخ في وجهك أتركني.. ودون أن تصفع الباب في وجهي، دون أن تركض خلفي وتجذبني من ذيل فستاني الطويل، ودون أن أرمي يدك بعيدا صارخة: لا تحاول لمسي مرة أخرى..
من المؤسف جدا ان ينتهي حبنا، دون أن أعتذر منك على الأخطاء التي لم ارتكبها، ودون ان تعتذر مني على الضربات التي لم أتلقاها..
دون أن نتواجه.. وجها لوجه، جسدا لجسد، قلبا لقلب.. ونبكي معا على اللحظات التي لم نعشها.