ذات مساء قديم..
ابرق في شعري الليلي، شعاع فضيْ
ينبئني بأن الشيخوخة في طريقها إلي..
به استلمت أول برقية..
بأنها– بعد حين- ستدّق بابي..
فرحت بها..
أول شعرة بيضاء
تنذرني بأن الشباب قد شاب..
وأنني أغلقت الكثير من الأبواب..
دون انتباه..
ولأنتبه كم من الوقت مرّ
وأنا باباً.. بعد آخر.. أعبر..
عجوز أنا؟..
تراني أصل لذلك العمر..
الذي يسأم فيه أبنائي أرائي..
ويرفض فيه أحفادي وجودي..
حين يزداد حرصي..
على طقوس عبادتي وصلاتي..
ولأسدد ديوني الدينية المتراكمة..
بتاريخ رجعي!..
باذلة جهدي لرفع معدل درجاتي
في بطاقة تخرجي من الدنيا.. الدنيا..
للعوالم الأعلى..
الأعلى..
عجوز أنا؟
أتذكر بذاكرة متعبة..
أحداث ووجوه أضعت أسماؤها..
و(أسماء) أضعتها!
عجوز أنا؟
حين يخبو ضوء عيني..
ولا أعد أرى كما كنت..
لدينا ما عادت– بعد أحبابي-
كما كانت!..
عجوز أنا؟
اقطع ساعات الصباح والمساء
كقط مكسور..
عبء أكثر منه حضور..
لا مكان لي..
كعصفور بجناح واحد..
لا يناسبه خمُّ1 الدجاج..
ولا برج الطيور!
عجوز أنا؟
آمل ألا أصل لذلك العمر!..
_____________________
(1) خم الدجاج: تعني بيت الدجاج.