هذه القصيدة كتبتها يوم 21 يناير 2013، وشاركتُ بها يوم 29
في أمسية شعرية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
اللونُ الأسودُ مشؤومٌ!!!
من قال: الأسودُ لونُ سواد؟
من قتل الرّمز بهذا اللونِ؟
ومن حرّمه على الأعياد؟
من فرض اللونَ على امرأةٍ
في يوم حداد؟
من خوّف شعباً مسكيناً
بسوادِ عمامةِ شيعيّ
من قال طرابلسُ كبغداد؟
من رفع لنا الرايةَ سوداء
توسّطَها لفظُ التوحيد
وقال لنا:
قد شرفنا الله تعالى
– بعد غيابٍ – بالإسلام
فأهلا يا إسلام أباد
عذراً عذراً
زلّ لساني
أهلا يا إسلاماً عاد
من جعل السودَ سواسيةً
بجريرةِ وغدٍ حيوانٍ
يؤخذُ طفلٌ
جوراً لا أمنَ ولا زاد
من حرّم عنا استحقاقاً
يكمنُ في إنسانيتنا
بعد الذل والاستعباد؟
هذا جردٌ.. هذا طحلبْ
أبدا.. هذا كلبٌ ضال
في الليلِ خفافيشُ ظلامٍ
ماهذا؟ ليل وظلامٌ
هل تقصد بالقول سواد؟
من قتل الرمز بهذا اللونِ
ومن عذّبه.. ومن صفّاه
وهلْ تجرؤُ نقطةُ تفتيشٍ
-محسوبونَ على الثوارِ-
بأنْ تَأخُذهُ ذاتَ جهادْ؟!!
أم أنّ الشّيخَ وصيَّ الثورةِ
أرّقهُ خَطَرُ الإلحاد؟!
من أنفقَ من جيبِ الدولةِ
كيْ ينقذَ حالاتٍ شتّى
عملياتٌ مستعصيةٌ
أبرزها تكبيرُ الصدرِ
وشدُّ الوجهِ
وبحثُ تضاريسِ الأجسادْ!!
من قتل الرمز بهذي الأرض
وأهدى فصّا للشهداء
وللأبطال
وزور تاريخ الأجداد؟
ما كان الأسودُ مشؤوما
يا مجتمع المشؤومين
ما كان الأسود أفّاقا
يا مجتمع الأفّاقين
ما كان الأسود كذّابا
يا مجتمع الكذّابين
ما كان الأسود دجالاً
يا مجتمع الدجالينَ
ويا أوغادْ
الأسود أطهرُ بكثيرٍ
أنصعُ من حِلكةِ أبيضِكُم
حين تغطيها الأحقاد
الاسود هو لون قميصي
بنطالي.. هو ربطة عنقي
حين أكون سعيدا جدا
بكتابة ما قد يزعجكم
الأسود هو لون غرابي
يبحث كي يفضح سوأتَكم
للصيّاع وللرهبان
وللفجار وللزهاد
أتخيّلُ كم كانَ جميلاً
حين انسابَ على أكتافِكِ
يا ملهمتي نهرَ سواد
من شيّبَ شَعرَكِ يا بلَدي؟
من وأدَ الكحلَ بعينيكِ
قلبي مَتْبُولٌ يا بلَدي
من فقأ بغدرٍ عينَ سُعاد؟
يا بلدي أعظمُ كارثةٍ
مِن بعدِ نهايةِ طاغوتٍ
أن تنتخبي السوط لظهرِك
كيْ يُصنعَ منهُ الجلاّدْ.