قالت:
يا وجعي
علمني كيف أصبحُ سُنبلةً
حين تُغادرني الأمطار
علمني أسرار الغيم المُثقلِ
بالأغاني وبالآهاتِ وبالأسفار
علمني الرقص
في منفاي حين يكون
خلاص الحب
أحلى من كلِ الأشعار
علمني الركض
عاريةً
حافيةً
على الأشواكِ على الجمرات
علمني الرسم بلا فرشاةٍ
بلا أحلام
علمني الوشم بكل سواد الليل
على أفخاذ الغجريات
على كفِ
الخذلان!
علمني العزف حين يشيخُ اللحن
على الأوتار
علمني حين يموت الحب
في الصحراءِ غريباً
كيف تنتحر الغزلان
علمني
صهيل الموج في احداق الغرقى
علمني زغاريد الريح
في وجه الصحراء
علمني
يا وجعي
وجع الملح على الشطآن
علمني حين
اصير عجوزاً
كيف أعود إلى ألعابي
إلى فستانِ الأزرق
كما الفيروز
أعانق تلك الطفلة
تحت الشمس
قبل الموت
ونغني تحت الأمطار
:
:
:
قال:
الليلُ يسكُنهُ غيمُ الغرباء
من أبواق هاذي الريح
دعاءٌ
وسرابٌ
وبكاء
لا مأوى للعاشقِ غير الحزن
مرحى يا دمع الصحراء
سينبتُ فيكِ ريش الحزن
سيكبر الواناً
مع العصافير
مع الاقمار
اغنيةً تتهادى بالأشجانِ
في صحن الدار
يا صحن الدار
يا لعبتها
يا قِبلتها
يا قُبلتها
يا طفولتها
يكبر فيك كل الحزن
حتى الفقد
يأخذُ مني وشمة أمي
يسرقُ ضحكتها
يأخذُ (ليلى)
يحمل كل الحب
إلى منفاه!
يا صحن الدار
يا طفل الحب
عصفوراً تسكنُ عينيها
تلهو بسنابل دميتها
بضفائرها
جُن الأنس
وجُن الجِن
من مشيتها
من ضحكتها
حين بانت غمزتها
تلك أروع ما في الحب
يا صحن الدار
كم كنت حزيناً حين
زُليخة فقدت يوسف
في الجُبِ وحيداً
كنت تُغني
ااااهٍ يا وجع القمصان!
يا صحن الدار
من لؤلؤها هذا المنثور
من ازرقها
من أحمرها
ومن أخضرها
أدركت ان مجاز الرغبة
في عينيها
أحلى الأسرار
/
13 / آذار / 2022 م