تقرير: فراس حج محمد/ فلسطين
في حدود السبعين صفحة من القطع المتوسط، صدر في حيفا العمل الأدبي الأول للأسير ثاثر حنيني بعنوان “تحيا حين تفنى”، ويتحدث فيه الأسير عن بعض رفقائه في المقاومة معتمدا على حيلة سردية، تتمثل في إعادة سرد ما في دفتر مخطوط عثر عليه بعد مدة، كان أحد المناضلين ويدعى فادي يسجل فيه يومياته، ليكشف من خلال السرد أن حبيبته المدعوة في العمل بسلوى هي من كتبت هذه اليوميات. وفادي هذا هو فادي حنيني عم الكاتب أحد قادة وشهداء كتائب أبو علي مصطفى- الجناح العسكري للجبهة الشعبية، وقد استشهد في 18/12/2003 في عملية اشتباك مسلح في البلدة القديمة في نابلس مع الرفيق جبريل عواد. ويأتي الكتاب متزامنا مع الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاده، وفاء لذكراه وذكرى رفيق دربهم جبريل عواد.
صمم الغلاف الفنان الفلسطيني ظافر شوربجي، وتصدرته صورة قرية الكاتب “بيت دجن” ، وكتب المقدمة المحامي الحيفاوي حسن عبادي، ويؤكد فيها أهمية كتابة الأسرى، فيقول: “يسلّط ثائر الضوء على بطولات رفاق دربه ليفيهم بعضًا من حقّهم، ويخصّ فادي وأمجد ويامن، مركّزًا على سيرة فادي البطوليّة، شهداء رسموا خارطة الوطن بدمائهم الزكيّة، وآن الأوان لكتابة سيرة كلّ من شهداء فلسطين، فهم يستحقّونها دون أدنى شك”.
يستند الكاتب على أحداث حقيقية مرّت به ومعه، ويتخذ من بيت دجن قريته فضاء عاما للنص، من لحظة الانخراط في المقاومة وحتى استشهاد فادي، وعلاقته برفاقه الشهداء والمناضلين، وللمحافظة على الصدق الفني والالتزام الواقعي في النص، ترك الكاتب بعض الأسطر فارغة لعدم تمكنه من قراءة هذه اليوميات التي أصابها التلف بعد (18) سنة على كتابتها. ولم يقم بتعبئتها من توقعاته ليكمل تلك المواضع الناقصة.
ومن الجدير بالذكر أن الأسير ثائر حنيني اعتقل في 1-7-2004 ومحكوم بالسجن عشرين عاماً على خلفية مقاومة الاحتلال، حاصل على بكالوريوس في التاريخ والاجتماعيات، ويعد لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسة. نشر له عدد من الكتابات الكترونياً وفي الصحف العربية.