المقالة

كلاسيك (100/27)

من أعمال التشكيلي علي الوكواك
من أعمال التشكيلي علي الوكواك

“يمتطون صهوة أبناء الكادحين الصالحين وعند النصر يتوجون أبنائهم بالأكاليل”

ما أشبه الليلة بالبارحة.. حقيقة أن هناك تشابها تاريخيا ومكررا ما بين السباق على الانتخابات في مضارب بني وطني هذه المرة، وبين إعادة العير والبعير في مضارب بني عبس كمثال عشوائي للتشابه الحاصل.

فكبار القوم ما فتئوا يستخدمون أبناء العموم لتحقيق مطامحهم أو بالأحرى مطامعهم، في تغذية الحروب وفي المهام الصعبة وحتى في الفوز والظفر في الانتخابات، أما أبنائهم فهم مرفهون وينعمون برغد العيش بعيدا عن الارهاق فما بالك بالمشاركة في الاقتتال.

ولنتذكر معا كيف ظن شداد العبسي علي ابنه عنترة ابن زبيبة بالنسب كونه ابن جارية أو خادمة سوداء، ومن جراء عدم الاعتراف هو وصفه بابن زبيبة الذي لا يحسن الكر والفر في الحروب ولا يفقه سوي الرعي والحلب والصر.

لكن حين سلبت انعام بني عبس واسرت نسائهم، بحث عنه ابوه الذي ينكر نسبه طالبا منه بل قدم إليه يستجديه ويعده بالحاق نسبه به قائلا له:

اذهب أنت حر.

فلحق عنترة بن شداد العبسي بالغزو وقاتلهم ورد الاسلاب.

وبالتالي يتضح أن هناك اشكالية تاريخية في انعدام المساواة والعدالة والانصاف في الحقوق ما بين أبناء العامة وأبناء المتصدرين للمشهد في البيئات المتخلفة عبر التاريخ الانساني.

فعند انكسارات الوطن والهزائم يهتمون بالكادحين وابناء الصالحين لإعادة النصر وعند الوصول للنصر يحتفلون هم وأبنائهم فقط بأكاليل النصر ويتوجون أبنائهم به، دون آخرين.


هذه السلسلة الثقافية التنموية المعرفية محفوظة حقوق نشرها قانونا بعضوية اتحاد الناشرين العرب واتحاد الكتاب العرب.

مقالات ذات علاقة

تأملات كتابية

عبدالقادر الفيتوري

شعر المهجر 

عادل بشير الصاري

عيـد الدستور!

المشرف العام

اترك تعليق