-14-
وأثمرت الجهود عندما تقرر ترحيلنا إلى إيطاليا كانت فرحتنا عارمة أخيراً سنغادر هذا السجن، وغادرنا كوالالمبور وكنا نأمل في وضع حل لماساتنا وعند وصولنا إلى روما تم إعادتنا على نفس الطائرة فلم تسمح لنا السلطات الإيطالية بدخول روما وخيرونا بين العودة من حيث أتينا و تسليمنا إلى السلطات الليبية أو المغربية واخترنا العودة إلى ماليزيا.
ما يثير التساؤل من خلال معاملتنا من قبل السلطات الايطالية ما أفادنا به المحقق في مطار روما عندما قال لنا إن إيطاليا هي ليبيا وليبيا هي إيطاليا لا فرق بينهما فأنتم عندما تدخلون الأراضي الإيطالية كأنكم دخلتم ليبيا.
عدنا إلى كوالالمبور وتم إيقافنا بالمطار وبداءت المعاناة من جديد، وضعنا هذه المرة في قبو المطار في غرفة تقابل مكتب الشرطة, لا نستطيع الخروج من الغرفة نفترش الأرض ونأكل ما يقدم لنا من سلطات المطار أو ما كان يحضره لنا صديقنا إبراهيم مهرباً من قبل عمال النظافة حيث لم يعد يسمح له بالاتصال بنا إلا نادراً.
لقد أصبحنا مثيري للشفقة لكل من أطلع أو عرف بقصتنا حتى الضابط الماليزي رحمان الذي منعنا من مغادرة المطار عندما كان يشاهدنا يبكي لحالنا وقدم لنا بعض العاملين بالمطار وجبات ضيافة رأفة بحالنا.
داخل سجن المطار كنا نقضي الوقت في الأحلام فكنت وزوجي أرسم رسومات هندسية لمباني بيتنا في المستقبل وبعد خروجنا من السجن وكنا كثيراً ما أختصم معه وأختلف ويصل بيننا الخلاف حتى القطيعة لعدة أيام.
والأسباب كانت شكل الفيلا عدد الغرف ومن سيسكن الغرفة العلوية ومن سيرافقنا والدي ووالدتي أم والده ووالدته اتجاه الباب شكل الباب وأشياء كثيرة كانت محل نقاش.
تم إبلاغنا بأنه سيتم نقلنا إلى خارج المطار للإقامة بشقة مؤقتاً حتى يتم السماح لنا بمغادرة ماليزيا، سررنا جداً لما تقرر لتنتهي مأساتنا ونستطيع أن نعيش بحرية حتى وإن كانت صغيرة كما قيل لنا تتكون من غرفة ومطبخ وحمام.
اقرأ: رواية ديجالون – الحلقة 11
تعليق واحد
[…] اقرأ: رواية ديجالون – الحلقة 12 […]