طيوب البراح

نجوم

نشوى زكريا الغرياني

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

هل تساءلتم يوماً عن مصدر تلك النجوم اللامعة المرصعة بسجادة السماء الداكنة؟

علمياً النجوم عبارة عن احجار متناثرة في ذلك الفراغ الشاسع بتلك السماء، ينعكس عليها ضوء الشمس؛ ترسل إشارات صغيرة لامعة بعد آلاف السنين من وقت انعكاس الشمس عليها تُعلمنا بحلول مساء هادئ اخر،

لكن روحياً عُرفت النجوم بأنها أرواح موتانا الذين فارقونا بغير إرادتهم وبغير أرادتنا ايضاً، الذين بنينا معهم أحلام وطموحات، والذين أخبرناهم بأسرار لم نكن نتوقع بأن نخبرها لأحد يوماً، أولئك الذين احتفظت ادمغتنا بذكريات معهم، فتلك الضحكة على نكته تافهة لا تستحق الضحك، وتلك الرقصة على موسيقى صاخبه، وتلك الدموع التي انهمرت عندما علمنا بموت روميو الذي احببناه، وتلك الطبخة التي جهزناها لكنها احترقت في نهاية المطاف فأكلناها حتى لا نحصل على توبيخ، لكن وبغير مبرر يموت الناس لتصبح ارواحهم نجومنا اللامعة التي نخبرها بأسرارنا في ظلمات الليل الحالكة، ويخبرنا بقصه عن شخص حقق حلمه بأن يصبح يوماً من الايام نجماً في تلك السجادة السوداء التي فوق رؤوسنا،

فسلاماً لكل روح طيبة ومسالمة تشكلت على هيئة نجم في سمائنا، وسلاماً لكل روح خبيثة وماكرة لكنها تابت مع الايام وتشكلت على هيئه نجم لعلها تجعل احداً يتوب مثلما فعلت، وسلاماً لكل روح لشهيد ضحى بنفسه ليكون نجماً يراقب نتائج تضحيته، وسلاماً لكل أُمْ وأُخت وزوجة وابنة وصديقة احتفظت بأسرارنا في البئر العميق الموجود بقلبها وصعدت روحها لسمائنا لتشكل نجمه لامعه تجتمع مع باقي اسلافها الطيبين، وسلاماً لكل أب وأخ وزوج وأبن وصديق كان لنا السند الذي نتكأ عليه في لحظات تعثرنا لكن روحه لم تستطع الإكمال فقررت أن تراقبنا من فوق كنجم يبتسم لنا بفخر لما وصلنا له،

فسلاماً لكم يا ذكريات الماضي ويا نجوم اليوم والغد.

مقالات ذات علاقة

يا سيدي الشهيد

المشرف العام

امرأة عادية

المشرف العام

قصة الرجل الحكيم وسر السعادة الدائمة

المشرف العام

تعليق واحد

Yahya 23 نوفمبر, 2021 at 14:48

👏👏👏

رد

اترك تعليق