سرد

مقطع من رواية جاييرا

من أعمال التشكيلي_محمد بن لامين

وسمعت علاء يقول لأضخمهم، ها يا ابن المحظية هذي خسارتك الثانية، سأجعلك تلعق مؤخرتك في المرة القادمة أيها المعتوه، كان الجميع يضحك، صار الجميع يعرف علاء، كوَّن صداقات عميقة تحتاج إلى سنوات في ساعات معدودة، كانت هذه موهبته الوحيدة بالإضافة الى الضراط في الأماكن المغلقة، كان هذا فنه الأبدي، لعبته التي وُلِدَ وهو  يجيدها، الدخول في أحشاء الناس والتمكن منهم، كان يفعل ذلك بالسهولة نفسها التي يرفع بها حاجبه، أينما ذهبتَ ستجد من يعرفه ؛ في السجون، في الدوائر الحكومية، في المقابر وفي غرف العناية، في المستشفيات، ممرضون وجلادون، أغنياء وفقراء، أطباء وعملاء استخبارات، حلاقون، طلبة، رؤساء أقسام جامعات، حفارو القبور، أبناء وزراء، رعاة، وبائعو حشيش، كلهم يستيقظون وهم يشعرون أنهم يعرفون علاء، بسهولة يحدث هذا الأمر  دون مجهود منه، كان يمكنه أن يكون في المعارضة وفي الحكومة في ذات الوقت، يوافق الجميع على كل ما يقولونه، كان سيد الدرك الأسفل من النار بلا منازع، يتجنب المواضيع التصادمية، يقول الــ(نعم )التي بداخلها لا، ويقول الـــ(لا) التي بداخلها نعم، يثرثر، يختلق الحكايات، يُفصِّل القصص على حسب مقاسات الأذن التي تسمعه، مع الشيوخ كان يردد الأحاديث، مع الأوباش كان يتبادل المقاطع الجنسية، بهلوان عالمي، كان يعرف كيف تدار الحياة في هذه البقعة من العالم، أما أنا فكنت كالإست غائصاً في الوحدة، لا أحفظ الأسماء مطلقاً، ملتهباً ودائم التململ والحذر، كنت أنظر للوحدة كإنجاز، ولكن ما ظننتُه يومًا إنجازًا لم يكن سوى العجز في قمة يأسه..

مقالات ذات علاقة

رواية: اليوم العالمي للكباب – 1

حسن أبوقباعة المجبري

شفرة لوتوفاجي (3)

علي باني

رواية الفندق الجديد: الفصل الثاني والعشرين

حسن أبوقباعة المجبري

اترك تعليق