إلى كلّ معلم في عيده العالمي
( 1 )
دار في الصّف مؤتزرا بالحنين الذي عذّبَ
القلب والعين في همسة الحالمينْ
وتمنىّ على الله أن يحتمي باليقينِ
وخطّ على القلب بوحا خفيفا
من الذكريات التي لا تجيء على عجلٍ
ومضى يشرح الدرس
في حرقة، متعب بالحكايات
في زمن عاشق للوطنْ
قال: من يدرك السرّ
في مرض القلب من؟
وعلى وجع في السؤال
علا صوت قائلةٍ
سيّدي! مرض القلب من تخمة الجاه
في العالمينْ
هو ما لذّ من طيّبات الحياة
كذا قال: لي والدي
في ربيع الشبابْ.
( 2 )
رقص الكلّ من فرحٍ
وعلتْ موجةٌ من ضحكْ
قال: سيّدهم ضاحكا من ألمْ
عاش قلب البنيّةِ بالنِعمْ
وبكى خلف الصمت هناك
على حرقة وعلى ألم وندمْ
هي ذي فرحة لم تتمْ.
وهناك صدى موجعٌ يرجع
سيّدي مرض القلب
من تخمة المال
والجاه في العالمينْ
فلماذا إذنْ ندمن الوجد
في حبّها والوطنْ؟
( 3 )
دار في الصّف ثانيّةً
واعتراه الذهول الذي لا يزول
وشدّ على القلب ضمّ الجراح
وخلف العيون البريئة
خطّ على دفتر مَزِقٍ
قمْ تراني وحيدا وتلك يدي
أُطبقتْ في الفراغ المثيرْ
ليتني الآن أعزف لحن الوداع الأخيرْ
ليتني الآن حرّ طليق
بلا وجع أو عذاب ضميرْ
( 4 )
أيّها المورد العذب خُذْ بيديْ
فأنا لم أزل أصنع الجيل
من ورق أبيضٍ
من هُدى سُبُلي
من ندى سفري
من دمايْ
فعلامَ يصدّ الزمان خطايَ
وتنكرني في العصور القلاعُ
ويَحفُل بالمجد جهل سِوَايْ
فأنا من قضى العمر خلف الستائر
أشرح همسي الجميل
إلى كلّ شمس تغيب
على أمل بالشروقْ
وأطارد في ظُلمتي شبحا
سدّ كلّ الدروبْ
وأسلم للهروبْ
وأميل على صبيتي
كي أتوّج أفراحهمْ
وأعلمهمْ كيف يمكننا
أن نكون عبير الجنان
وخير الشعوبْ
فعلامَ يفاجئني ألم القلب
في رحلتي؟
وعلامَ يطوّقني موسمي بالحريقْ
وتدمي الحكايا الطريق
وأنا دائما المورد المشتهى والطيوب.