في ركن قصي من حجرته، ذات السقف الآيل للسقوط، افترش آماله.
راح يتأمل عنكبوتا، عالقة بشبكتها، جره فضوله لتحريرها، اقتحم خلوتها، حرمها من لحظة، ربما لن تهنأ بمثلها قط، سقطت أرضا ورفس عليها بمشط رجله وأرداها..
أرسل قبضة يده إلى الحائط امتعاضا وغضبا.. أشعل سيجارته وأدار ظهره، ينفث دخانها، أحس وهو يهم بالخروج بدفء سائل أسفل ظفر إبهامه، تبين الأمر، لقد جرح أصبعه.. كثيفا ملأ رئتاه بالدخان، وضع رماد السيجارة على الجرح.. في تلك الأثناء، مرقت عليه جارته العجوز.. صرخت فيه: ما بك؟
قال: جرح بسيط يا عمتي..
قالت: ضع عليه القليل من نسيج شبكة العنكبوت لإيقاف نزيف الدم.
مسرعا عاد إلى حيث قتل العنكبوت ألقى نظرة عليها، كان النمل قد أحاط بها من كل فج ينهش بقاياها تنهد وعدل عن الفكرة.
2 تعليقات
شكرا كبيرة ومزن محبات لموقع الطيوب على سخاء النشر وبهاء التوثيق..
_درمشاكي_
تحياتي أخي حسين
شاكرين لكم كلماتكم الطيبة