عاد يعود عودا، فهو عيد، وللعيد في كل الأحوال ومع كل الظروف، رونقه ورقته، جماله وحلاوته. فكيف وعيدنا يأتينا محملا بالجوائز هدية من الرحمن ومكافأة من رب كريم على موسم مميز، فيه صيام وقيام، دعاء وابتهال، أجور وحسنات، خيرات وبركات.
إنه عيد فيه وصل واتصال، حبور وسرور، اجتماع للأهلين وصلة للأرحام.
نبدأه بتكبير وصلاة، مع تهاني طيبات فنشكر مولانا العظيم وربنا الكريم على جزيل كرمه وفيض جوده.
نلتقي فيه جيرانا وأحبابا، أهلا وأصحابا على موائد فيها أطباق الحلويات ولذيذ الأكلات، مع أطيب الجلسات وأرق الكلمات. نلتقي فتتعانق الأرواح وتتصافح القلوب وتتناغم الأجساد.
إنه يوم وأي يوم، ويا حبذا هو من يوم، انتظرناه بشوق كبير، فيه ومعه تتنزل غيمات الجمال بغيت مدرار من الفرح والبهاء، نمطر فيه هدايا أنيقة، عذبة رقيقة.
ونعانق فيه تجليات المعاني الجليلة والقيم النبيلة، فنسمو فيه بفضائل الصفح والتسامح، ونلتقي في رحاب الرحمة والرفق، الود والحب.
ولحلاوة هذا اليوم وطلاوته، لرفعته وعلو مكانته، لذا علينا أن نتجهز له ونجهز أنفسنا لنحسن استقباله.
وقد يقول قائل وهل نحن نقصر…؟، كلنا نعد العدة لهذا اليوم الجليل الجميل، فها نحن ذي نرتب بيوتنا ونزينها، نشترى أرقى الثياب لنا ولأطفالنا، ونعد أشهى الحلويات وألذ الأكلات.
وأقول أحسنتم، كل ما فعلتموه جميل ما لم تبالغوا وتسرفوا.
لكن مع كل التجهيز الرائع منا ومنكم علينا ألا نغفل عن مواقع فينا تحتاج إلى تهيئة ليكون العيد عيد حقا. أنها موطن البذور ومستقر النبت، أكان طيبا أو خبيثا.
أنها قلوبنا أيا أحبابي.. قلوبنا التي علينا أن نحسن تنقيتها وتصفيتها من الضغائن والأردان وشهر القرآن قد ساعد كثيرا وأعان، فلنجعلها صافية نقية، ذات وصل جميل وصفح كبير.
تصون الود، تصل ما انقطع فتقيل العثرات وتسد الثغرات، تشارك أبناء مجتمعها بما أنعم الله عليها، فتمنح وتعطي، تجبر كسرا، وتساعد محتاجا، تعين يتيما وتواسي مغبونا.
ليعم الفرح والسرور مدننا وقرانا ولتدخل السكينة شوارعنا وأزقتنا، وننشر في ربوعنا، تسامحا وكرما، تكافلا وتعاونا، رفقا وإحسانا، فنسعد ونسعد ونجعل عيدنا أعيادا ممتدة ورياحين فواحة.