ما من فائدة، ما من كسرة فرح تلوح في الأفق، ما من أملِ يدَّخره لك الغيب يا قلبي المتعب فالمرأة/ الدنيا قبيحة، والقطة/ العالم مجنون، والكرسي/ الحياة مكهربة.
قضي الأمر الذي فيه تستفتون، فالمرأة قبيحة والقطة مجنونة والكرسي مكهرب، هذه الجمل الموزونة في قصة “رملة الزقرار” للأديب “رضوان أبو شويشة” تختصر المسألة وهي إلى ذلك تصلح لأن تتخذ كمثل سائر لسلاستها أولاً، ثم لعمق معناها ثم لانزياحاتها وإحالاتها الكثيرة.
وكما هو معلوماً فإنّ أدبيات الأديان تقدم الدنيا على أنها صنواً للافتتان أحيانا وتتهمها بممارسة الإغواء للأحياء فيها وفوق ذلك تُشبهها بالمرأة الفاتنة أو أداة الشيطان للإيقاع بالصالحين، وما المثل الليبي الذب يقول: (المرأة زريعة إبليس) منا ببعيد.
إذن ووفقا لهذا التحليل فالدنيا قبيحة في جوهرها مهما ازّينت واتخذت من زخرف، والقطة اللعوب التي هي معادل مجازي للعالم مجنونة وغير عاقلة، والعالم مليء بما يثبت أنه غير عاقل ومجنون وسوريالي حتى.
ثم إن الكرسي/ الحياة التي يفترض أن تكون مستقرا أو مستودعا ساكنا، مكهربة ومفخخة وغير مأمونة الجانب، لهذا ما من أمل يتعلق به المرء والحرب تحاصر البلاد والخراب يزحف حثيثا، وكلما رأيت عجبا أمضِ في طريقك ولكن قبل ذلك يجب أن تردد المثل القائل:
المرأة قبيحة والقطة مجنونة والكرسي مكهرب.
إن لم تستطع جهرا فسرا على الأقل وذلك أضعف الإيمان.
1-1-2020