حسين بن قرين درمشاكي
عبثاً، يحاول هذا الصقار، بصقره المحنك، اقتناص طريدته في يوم قائظ في صحراء قاحلة، ورمل حار كرماد نار هائلة، أعياه التعب، أنكهه الجوع والعطش.. فراح يجرجر قدميه الحافيتين، نافضاً من مخيلته فكرة القنص لكن ذلك يعني له الخذلان!
إذ كيف له أن يعود بصقره الذي ذاع صيته خالي الوفاض؟ فيعايره الصقارين بالفشل؟
هتف في سره، لن أمل انتظارا، ولن أعود أدراجي خائباً.. انتابته نوبة حماس، انفجرت في جوانحه روح الكبرياء، أصر رغم لظى الحر الذي يخزه كما الإبر.. حتى كاد يسقط من شدة الإعياء، والتي واجهها برباطة جأش جلد.
صاح: يا إلهي ِلَم يتعثر حظي؟..
راوده هاجس أن لا طرائد في صحراء النار هذه.. تهاوى وراء كتلة رملية متحجرة لا يعرف كيف تكونت، وتشكلت، لغرابة شكلها! فلم تكن هناك ثمة شجرة يستظل بفيئها حين حلق صقره، بعد أن تراءت له طريدة، تمنى في سره ألا يعود خائبا، بلا صيد، توسطت الشمس كبد السماء وازداد القيظ.. بدأت قربته البائدة، تسرب ما تبقى من ماء، وأكمل القليل الذي كان يدخره من زاد، ولم يأبه لذلك، كان كل همه أن يحصل على الطريدة، في الأثناء لمح ظل يحوم على مقربة منه.. عاد الصقر بحبارة دسمة، وسريعا حمل خطاه إلى الديار.
2003
2 تعليقات
تحايا عطرة وحقول ياسمين دمشقي لموقع الطيوب على بهاء التوثيق الأنيق وسخاء النشر المتأنق..ود وورد وتقدير لصديقي الأديب الكبير الكاتب والشاعر الفذ الأستاذ /رامز رمضان النويصري.
_درمشاكي_
مودتي.. نشكر مرورك الكريم