الجمال تفصيل صغير من الذاكرة
خديجة زعبية
رواية توقف نمو من الروايات التي تتعدد فيها القصص لتتفرع إلى جوانب مختلفة فبينما يسرد فيها المسن قصته كعسكري سابق نجده ينحو إلى نزواته أثناء مرحلة الشباب مع العلم أن اسم شخصية واحدة ذكره الكاتب واكتفى للبقية بالإشارة لهم.
أسلوب الرواية معقد ولغتها قوية وتحمل تعابير ومفردات عميقة جدا وبالتأكيد أن القصص التي سردها الكاتب لها مغزى يريد من القارئ الوصول إليه.
الشخصيات الأبرز في الرواية هما شاب ثلاثيني يلتقي برجل شرطة سابق ويسرد كل منهما ذكرياته وكيف كان لقائهما الأول ويبدو أن المسن يحمل أسراراً لم يعترف بها رغم العلاقة الوثيقة التي جمعته بالشاب وأن أفعاله السيئة السابقة هي ما جعلت نهايته بتلك الصورة التي رسمها الكاتب.
الشاب موهوب في التصوير ودمج صوره مع رسومات عالمية ويشير الكاتب للكثير من الأعمال الفنية العالمية ليُطعم بها مشاهد الرواية. الكورنيش وسيدي اخريبيش والفويهات وغيرها هي ما كانت مسارحاً الأحداث.
الجميل جدا هو مشهد البداية في الرواية ومن تلك اللحظة يشحذ الكاتب مخيلة القارئ ليسمع صوت البحر ويشعر ببرودة الهواء هناك.
للكاتب ميزة جميلة عندما ادخل الخرافات في مناطق الجنوب إلى أحداث الرواية دون أن يكسر هذا من تماسك الأحداث أو يؤثر عليها.
قصص عديدة ومختلفة شملتها الرواية من بينها قصة التلميذ الذي عاقبته المعلمة دون أن يخطئ وعندما وصف الكاتب الحصان الأبيض على الكورنيش ودمج معها خلفية الميناء من روافع معدنية صدئة وشاطئ يعج بالفوضى ثم تلك النهاية الحصان المنطلق التي قد تكون نهاية لأي فعل غير متوقع.
الأحداث جميلة وبالإمكان رؤية القصص من زوايا مختلفة.