الحوار كما متعارف عليه هو التجادل أو النقاش الدائر بين طرفين متجادلين احدهما محاور والآخر متحاور، وهو تجادل الشخصيات مع بعضها البعض وكذلك مع نفسها ومع غيرها من الأشياء الأخرى الجامدة وغير العاقلة. والحوار قد يكون مفتوح وقد يكون مغلق، والحوار المفتوح أكثر فائدة وجدية. أما الدعوة وكما جاء في كتاب جبران مسعود ” رائد الطلاب ” هي:- ” دعا يدعو: دعاء ودعوى، دع أي ناده إلى الأمر، ساقه إليه، حثه إليه ” (1).
وجاءت في معجم مختار القاموس بأنها هي:- ” الدعاء إلى شيء ما كالصلاة والطعام والأكل والحرب وغيرها ” (2).
ومن ذلك يتضح أن الدعوة هي مخاطبة فرد لغرض الالتقاء به في أمر يهمه، والدعوة إلى الدين الإسلامي هي حث الناس ودعوتهم لدخول في الدين الإسلامي، وتكريس كل الجهود لغرض نشر الدين الإسلامي بكل ما يحوي الداعي، وهي تهدف إلى إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح في مواضيع بالغة الأهمية.
إن دور الحوار في الدعوة هو دور كبير وفعال فبواسطة الحوار الهادف الجيد الذي يستطيع المحاور إقناع محاوره بالانضمام إلى الدعوة موضوع الحوار.
عندما يكون الحوار بناءا والمحاور حذق فان الدعوة التي يريدها المحاور عن طريق الحوار سوف تحقق أهدافها من خلال إقناع المحاور المرصود لهذه الدعوة. وقبل أن يشرع المحاور في حواره فانه يراعي عدة نقاط عن المحاور معه، من تلك النقاط الأتي:-
1- الإلمام بلغته الرسمية والمحلية.
2- الإلمام ببيئته.
3- الإلمام بثقافته وثقافة بلاده أجمالا من تاريخ وأدب وعلوم ورياضة وغيرها.
4- الإلمام بديانته ومعتقداته.
5- الإلمام بعاداته وتقاليده العامة والخاصة.
6- الإلمام بجغرافية بلاد المحاور معه وموطنه الأصلي.
تمر في كثير من الأوقات والفترات الدعوة التي تتبنها عدة جهات ومؤسسات اعتبارية أو غير اعتبارية إلى كثير من العقبات نتيجة عدم وصول الرسالة المراد توصيلها كما تحب تلك الجهات والمؤسسات أن تصل وذلك بسبب عدم جدية الحوار والمجادلة وعدم مقدرة المحاور للوصول إلى لب المتحاور معه المراد تعليمه وتفهيمه ما يريد المحاور توصيله نتيجة لقلة خبرة المتحاور المراد نقل والتبشير من خلاله الدعوة فانه يصادف بعض الصعوبات، والتي منها:-
1- عدم توصيله المعلومة المقنعة للمتحاور معه لغرض إقناعه للدخول في الدعوة التي جاءت لتخلص كافة البشر من ما هم عليه من ظلال.
2- سوء فهم المتحاور للمتحاور معه من الناحية النفسية.
3- سوء فهم المتحاور للمتحاور معه والمراد إقناعه للدخول في الدعوة الجديدة من الناحية الفكرية.
4- سوء فهم المتحاور للمتحاور معه والمراد إقناعه للدخول في الدعوة الجديدة من الناحية الأدبية والعلمية.
5- سوء فهم المتحاور للمتحاور معه والمراد إقناعه للدخول في الدعوة الجديدة من الناحية الدينية والمعتقدات والعادات والتقاليد للمتحاور معه.
بواسطة الحوار الهادف الذي يرمي إلى تحقيق ما يرشد إليه الدين نستطيع تحقيق الكثير، من تلك التي سوف يحققها الحوار للدعوة الأتي:-
1- القدرة على جلب أكثر ممكن من أولئك البشر الذين يترنحون في دائرة اللأدين والذين صاروا يرمون بأنفسهم بأحضان أي شيء يؤثر فيهم روحيا وفكريا والذي يرشدهم بان الحياة الخيرة هي الانخراط في هذه الحركة أو الجماعة أو هذا المعتقد أو ذاك، وما حدث من انتحار جماعي في الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ويحدث من انتحار جماعي بغية تنفيذ وتحقيق أوامر الجماعة المنتسب إليها المنتحر، كل هذه المعطيات تعتبر حافزا يحتم على الدعاة المخلصين للدين أن يعلنوا الاستنفار الكامل لمحاربة هذه الأفكار والدعوات الهدامة والدعوة إلى الدين الحق.
2- بواسطة الحوار المحلي والذي ينتهي بحوار دولي بخصوص عقائد الدعوة، عندما يكون ذلك الحوار حول توحيد الله والأحاديث النبوية والعبادات فانه سوف يتم غرس مبادئ الدعوة التي جاءت منذ مئات السنين، خاصة وان الكثير من الأقطار الإسلامية ومنها العربية صارت تبتعد عن ما جاء به القران الكريم من تعاليم للأخلاق والسلوك والآداب وكافة العلوم التي ترشد إليها سور القران الكريم.
3- بواسطة الحوار بالاستطاعة القضاء على الظواهر الهدامة كظهور المعتقدات التي تبحث عن الوجود وعن الحياة الأبدية والتطرف وعن الظواهر الهدامة الأخرى مثل ” عبادة الشيطان ” والجماعات السرية الدينية ” التي تتستر خلف الدين كالتي ظهرت بالولايات المتحدة الأمريكية وانتحرت انتحارا جماعيا للاتصال بالله كما يعتقدون، وكذلك الجماعات الوثنية التي تم انتحارها عام 2000 م بإفريقيا لاعتقادهم بأنهم سوف يتصلون بالله وسوف تمتحي ذنبوهم، وكذلك بعض الجماعات التي نشأت في الدول الإسلامية والتي تنتهج أفكار مؤسسيها ولا ترعي بما جاء به كتاب الله وسنة رسوله الكريم. وفي هذا لا ننسى الأقطار العربية التي انتشرت فيها مثل تلك الظواهر التي تبحث عن الوجود والله مبتعدة عن الإسلام كثيرا، وعلى هذا فان للحوار الهادف الواضح دورا في نشر الدعوة وتوضيح الإسلام من خلال محاورين متخصصين ذوي صفات خاصة لهم قدرة على الحوار الذي يهدف لمحاربة البدع التي انتشرت في الآونة الأخيرة والدعوة إلى الإسلام.
نظرا لحاجة الإنسان إلى الدين والى الله فان كثير من الشباب خاصة المذنبين اجتماعيا يراعيهم ويلفت انتباههم ما يدور من حوار من قبل فرد أو جماعة ما، وغالبا ما يقع الشباب في شراك جماعات شيطانية يحركها الشيطان الرجيم مليئة بالمعتقدات التي جلها خرافات وأساطير، والذين يقعون في شراك هذه الجماعات هم من ذو التعليم البسيط وشباب الأقليات والكثير مما يوجد في أسرهم خل اجتماعي بسبب من الأسباب وكذلك من الحاقدين على أشخاص آخرين ناجحين.
إن دور الحوار في نشر الدعوة دورا مهما نظرا لما للحوار من فاعلية في إقناع المتحاور معه.
تعتبر الديانة اليهودية من الديانات السماوية الأولى والتي بدأت بالحوار في عصر سيدنا موسى، وما جاء به التوراة، وموت موسى عليه السلام وما تم من تحريف للتوراة وأخذه طريقة أخرى بواسطة جماعة أخرى ابتعدت عن اليهودية، وأصبحت اليهودية بعد مرور السنين ديانة محرفة مغلقة. وبعد اليهودية جاء المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام لتصحيح الديانة الموسوية محمولاً بالإنجيل ككتاب هداية وتهذيب لمحاربة عيوب النفس الإنسانية وجنوحها عن القانون والأخلاق والدعوة إلى نبذ الأحقاد والضغائن، جاء ليصلح العقول والنفوس، لقد انتشرت المسيحية عن طريق حواري المسيح الذين تفرقوا شرقاً وغرباً فانشروا تعاليم المسيحية وكثر أتباعهم خاصة في الولايات الرومانية الشرقية ثم اجتازوا من آسيا الصغرى إلى اليونان، وقد اتصف الحواريون بالقدرة على الحوار وإقناع المتحاور معهم. هذا وقد وصل آثار الحوار الحوري إلى روما، وتشير المصادر التاريخية أن أسباب انتشار المسيحية في الأزمان الغابرة هو قوة حجة الإقناع التي تحلى بها الكثير من المفكرين المسيحيين، وقد اشتهر الكثير من المبشرين المسيحيين بتحملهم للمشاق والصعاب وقوة الصبر والتحمل. وفي سبيل الدعوة للمسيحية توغل المبشرون لهذه الديانة إلى مواقع نائية من الجزيرة العربية وعاشوا بين البرد والحر، وشاركوا العرب في سكن الخيام حتى أطلق عليهم ” أساقفة الخيام ” (3).
من دعاة المسيحية والمحاورين الجيدين لا ننسى مرقص ذلك الرجل الذي أحب المسيحية وهرب من الرومان الذين أردوا قتله، فجاء مرقص إلى برقة وأقام في احد الكهوف بوادي بالجبل الأخضر وكتب فيها الإنجيل ويعرف الوادي الذي به الكهف ألان باسم وادي مرقص.
من الحوارات القديمة كذلك محاورات الفلاسفة الإغريق أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو مع عدد من المتحاورين من حكام وفلاسفة آخرين حول مواضيع مختلفة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والمعتقدات الدينية.
عن الدعوة في الحديث الشريف والقيمة التي يتحصل عليها الداعي ما جاء من أبي هريرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- ” من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل اجر من اتبعه، لا ينقص ذلك من أجرهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الآثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ” (4).
إن الداعي إلى الحق والهدي له اجر عظيم والداعي للاثم له كذلك أثم عظيم.
وتذكر لنا المصادر التاريخية بان من أوائل الدعيين للإسلام الذين اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ابوبكر الصديق ” رضي الله عنه ؛ وذلك لأنه من العناصر القادرة على الحوار والفاعلة على نشر الدعوة، كذلك اختير مصعب بن عمير الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة لنشر الدعوة الإسلامية، حيث كان هناك أهل كتاب من اليهود لديهم بعض الحجج والمعلومات حسب ما جاء في التوراة وخلافه، وكذلك هناك بالمدينة المنورة قبيلتي الأوس والخزرج اللتان كانتا لا تعرفا الكتابة ولا القراءة وقد كانوا أهل شرك يعبدون الأصنام، ومما يتوجب إرسال شخص ذو حنكة وحذاقة فوقع الاختيار على مصعب الذي أرسل في السنة الثالثة عشر من البعثة بعد بيعة العقبة الأولى ومن نفس السنة. لقد اختير مصعب لهذه المهمة في المدينة المنورة لأنه كان يتمتع بالعديد من الصفات والتي يتطلب وجودها في كل داعي والتي منها الأتي:-
1- الذكاء والحذق.
2- الإلمام بالقراءة والكتابة.
3- الكياسة.
4- حسن العرض واجتذاب قلوب الناس إلى ما يدعو إليه.
5- إقناعه لمحاوريه، حيث أن أسلوبه في الحوار يشد السامع ويجعل من محاوريه يسرعون في الدخول ما يدعو إليه.
6- حسن الهندام.
7- حسن الحديث والسلوك الشخصي.
8- جدية مناقشته وحجته في الإقناع.
9- ثقافته الواسعة.
10- طريقة شرحه وحواره القريب للقلوب.
لقد اعد مصعب بن عمير من أوائل الداعين للإسلام خارج مكة، هذا وقد تلي عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام عند استشهاده قول الله تعالى:-
” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” (5).
ونضيف هنا إلى ما كان يحدث في دار ابن أبي الأرقم من تحاور بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه الأولين ومن جاءه من المشركين وفي نيته الدخول في الإسلام، كان تحاور لغرض الدعوة للدين الجديد، لقد كان الحوار الذي يجري في دار ابن أبي الأرقم عكس الحوار الذي كان يقام ويجري في دار الندوة بين أشراف مكة حيث كان حوار دار ابن الأرقم حوارا بين السيد والعبد وبين الغنى والفقير وبين الأبيض والأسود والأحمر، كان حوارا مفتوحا لكل أفراد المجتمع لغرض الدعوة والتحاور في دار ابن أبي الأرقم كان تحاورا ديمقراطيا من اجل إيصال المفاهيم الصحيحة للدعوة الجديدة، أما حوار دار الندوة فكان حوارا بين الأغنياء والسادة فقط وهو حوارا مغلقا، كان الحوار فيها بعيدا كل البعد عما كان يدور في دار ابن أبي الأرقم وكان فيها الحوار مغلقا إغلاقا تاما أمام الضعفاء والفقراء والعبيد. حقيقة كانت دار ابن أبي الأرقم فاتحة بابها أمام جميع الناس ما سرعان صارت تنتشر فيها الدعوة حتى امتدت إلى شتى البقاع لتدعو إلى الدين الإسلامي من خلال أعضاءها الذين وجدوا في الحوار خير طريقة لنشر الدعوة أمثال مصعب بن عمير وغيره من المسلمين الأوائل الذين كان لهم دور في توضيح الدين الإسلامي وقاموا بنشر الدعوة من خلال الحوار. لقد ساعدت حذاقة وبداهة وذكاء وفهم الكثير من المسلمين الأوائل على التحاور والحوار مع المشركين من خلال الحوار الديمقراطي في الإسلام.
ونعود للأديان والدعوة، فالإسلام والمسيحية والبوذية هي أديان دعوة أما اليهودية هي من الأديان المقفلة التي تنحصر في بيئة خاصة وهي تعتبر أقدم من المسيحية والإسلام، وقد عدد عباس العقاد في كتابه ” ما يقال عن الإسلام ” عدد من هذه الأديان حيث قال:-
” ظهرت في العهد الأخير طبعة جديدة من كتاب المطالعات في الأديان العالمية ” وجملتها احد عشر دينا هي: الهندوكية والشنتية واليهودية والزردشتية أو المجوسية والطاوية، والكنفوشية والجانية، والبوذية والمسيحية والإسلام والسيخية “، وقد ارتبطت اليهودية والهندوكية بشعوب معينة وكذلك ديانة أهل اليابان الشنتية وهي مقصورة على اليابانيين لا يعرف لها مؤسس منذ منشأتها (6).
لقد انتشرت الدعوة بطرق شتى وأخذت أساليب متعددة ومتنوعة من بينها النقود ” العملات النقدية ” وفي هذا الصدد يشير محافظ موقع ” وليلي الأثري ” بالمملكة المغربية إلى أن كثير من العملات النقدية المعدنية والتي تم سكها في عصر الدولة الأموية قد نقش عليها آيات وعبارات تدعو إلى الإسلام وتوحيد الله خاصة تلك التي ضربت بالأندلس ومن هذه الآيات والعبارات الآية التي تقول:- ” قل هو الله احد * الله الصمد “، ” لا اله إلا الله محمد رسول الله “، وهذه الطريقة تعتبر تحاوريه فيها يتحاور الضمير مع النفس والروح وكل الوجدان داخل الإنسان (7).
إن للحوار الهادف دورا كبيراً في نشر الدعوة حيث تشير المصادر إلى أن هناك أعداد كبيرة من البشر في أنحاء متفرقة من العالم قد أشهروا إسلامهم بواسطة الحوار، فقد أدى كثير من المتحاورين المسلمين خاصة الآمة والوعاظ والمفكرين الإسلاميين عن طريق الحوار الهادف إلى إقناع كثير من هم غير مسلمين إلى الدخول في الإسلام، وكثيرا ما نسمع عن مناظرة بين المسلمين وغيرهم من ذوي الأديان الأخرى التي يتحاورون فيها في جو من الهدوء والاطمئنان وكثيرا ما نسمع بان احد المناظرات قد انتهت بإسلام عدد من الحاضرين نتيجة لأسلوب الحوار، هذا وتشير المصادر بان كثير من مسلمي كوريا الأوائل قد اسلموا على أيادي آمة ووعاظ متمكنين من الحوار خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية عن طريق المسلمين الهنود من الفرق الهندية التابعة للقوات الانجليزية.
تعتبر البرامج التحاورية ذات الحوار خاصة المباشرة والتي يتحاور فيها داعية إسلامي مع متحاورين آخرين من أهم الأشياء التي يتم فيها حوار من اجل الدعوة، حيث أن الداعي يتلقى الأسئلة من محاوريه سواء كانت عبر الهاتف أو الرسائل البريدية أو عبر شبكات الانترنت أو البريد الالكتروني أو المصور أو الرسائل النصية عبر الهاتف مباشرة ويقوم خلالها الداعية بالرد على كل الاستفسارات وما يدور خلالها من حوار بكل وضوح. ولكي يكون البرنامج التحاوري ” برنامج الحوار ” داعي ويعطي دوره في الدعوة يجب أن يكون هذا البرنامج متميزا بالاتي:-
1- أن يكون في وقت مناسب ويكون فيه أكثر عدد من المتحاورين مع المتحاور معه.
2- أن يكون برنامجا بسيطا ليس بالطويل وليس بالقصير.
3- أن يكون إرساله واضحا صورة وصوت.
4- أن يختار ضيوف حلقاته من ذوي القدرة على الحوار وله مقدرة علمية وثقافية وفكرية.
5- أن يكون ذا درجة عالية في الإعداد والتقديم والإخراج والنقل.
6- أن يراع عند بثه ألا يتعارض مع برامج مشابه، وهذا يطلب تنسيق في الخارطة العامة للبرامج.
ويراعى في الداعي للحوار الأتي:-
1- أن يكون قادرا على تقديم الحجج والبراهين القاطعة لكي يقنع محاوريه بصدق الدعوة التي يدعو إليها.
2- أن يكون ذو قدرة على الحوار والتحاور.
3- أن يكون ذو أخلاق حميدة وسيرته الذاتية خالية من أي شبهات.
4- أن يقبل النقد ويرد عليه بالرد المناسب الذي ينفي ما نقد به ويوضح المغالطة.
5- أن يكون طليق اللسان وصوته واضح.
6- أن يكون مدركاً إدراكاً جيداً بلغة وثقافة وحضارة وديانة محاوريه.
هذا بالنسبة للحوار عبر شاشات الجهاز المرئي ” التليفزيون ” وكذلك حتى المسموع “الراديو “، وهنا نشير إلى الكم الهائل من برامج الحوار التي لها دور في الدعوة مثل برنامج ” الشريعة والحياة ” الذي يعتبر من البرامج التحاورية والتي يدور فيها التحاور عن الإسلام والدعوة للإسلام فيه يجري الحوار بين المقدم والمتحاور معه شيخ أو داعية وكذلك المشاهدين الذين يتصلون عبر أجهزة الاتصال المختلفة، وأيضا من برامج الحوار برنامج ” الإسلام والحياة الذي بثته قناة تونس سبعة الفضائية عام 2001 م ويتم فيه الحوار في موضوع الدعوة والدين، كذلك من برامج الحوار البرنامج الحواري الجماعي الذي قدمته القناة الجزائرية الفضائية عام 2001 م عن الدين والدعوة والتعريف بالدعوة الإسلامية باللغة الفرنسية يطرح فيه الحوار عن الدين الإسلامي باللغة الفرنسية، ومن برامج الحوار التي توضح وتدعو إلى الدعوة برنامج ” دين ودنيا ” الذي قدمته وبثته القناة الفضائية المصرية عام 2001 م ويدور فيه الحوار حول التوحيد والاستفسار عن بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ونشير كذلك إلى البرنامج الحواري الذي بثته نفس القناة يوم 12 ربيع الأول 1422 هجري الموافق 4/6/2001 م والذي تم فيه استضافة المفكر الإسلامي الدكتور احمد كمال أبو المجد (8).
ونضيف إلى تلك البرامج التحاورية على سبيل المثال والتي يجري فيها الحوار من خلال القنوات الفضائية وخاصة العربية من اجل التفسير والدعوة إلى توحيد الله والتي انتشرت في بداية الألفية الثالثة برنامج ” الكلمة وأخواتها في القران الكريم ” والذي استضاف فيه الدكتور احمد الكبيسي ذلك البرنامج الذي بثته قناة دبي عام 2001 م، وكذلك برنامج ” لقاء الجمعة ” الذي بثته القناة الثالثة المصرية عام 2001 م، وكذلك برنامج ” الإسلام والحياة ” الذي بثته القناة الفضائية السورية عام 2001 م، نهيك عن الكم الهائل من البرامج التي تقدمها وتبثها القنوات الفضائية السعودية واللبنانية والبحرينية والسودانية واليمنية والأردنية والعراقية والموريتانية والتركية والمغربية وغيرها من الدول الإسلامية. هذه وسائل وقنوات يتم فيها الحوار لغرض نشر وتوضيح الدعوة. لقد صارت البرامج التحاورية برامج عالمية بفضل الثورة التكنولوجية فقد أصبح المحاور يحاور محاوريه من خلال دولة أو مدينة أو قرية ما فحين محاوريه الذين يحاورنه ويلقون الأسئلة من كافة أرجاء العالم، فالبرنامج الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية من قطر باستطاعة أي فرد من أفراد المجتمع الدولي أن يشاهده ويسمعه ويشارك في التحاور فيه (9).
إضافة إلى البرامج المرئية الفضائية أو المحلية التي يتم فيها الحوار كوسائل وقنوات للحوار هناك المؤتمرات بكافة أنواعها سواء كانت صحفية أو سياسية أو ثقافية مثل تحاور الحضارات المختلفة أو مؤتمرات دولية تقيمه منظمة الأمم المتحدة أو احد أجهزتها المتخصصة مثل المؤتمر الدولي لطب البيطري الذي انعقد في تونس في شهر فبراير عام 2002 م أو مؤتمر إقليمي مثل مؤتمرات الاتحاد الإفريقي وكذلك مؤتمرات الجامعة العربية، والمؤتمرات التي عقدها المؤتمر الإسلامي منذ تأسيسه هي وسائل وقنوات للحوار يمكن الاستفادة منها في الدعوة للإسلام، وهناك كذلك المساجد والمهرجانات بكافة أنواعها هي الأخرى وسائل للحوار، وعندما يكون الحوار فيها عن الإسلام والدعوة له غالبا ما تؤدي تلك الوسائل والقنوات غرضها.
الهوامش:
1- جبران مسعود، رائد الطلاب، ( بيروت – لبنان: دار العلم للملايين، ط1، 1967 )، ص 425.
2- احمد الطاهر الزاوي، مختار القاموس، ( طرابلس – ليبيا، )، ص 211.
3- ساسي سالم الحاج، الظاهرة الاستشراقية وآثرها على الدراسات الإسلامية ج2،1، ( فاليتا – مالطا: مركز دراسات العالم الإسلامي، ط1، 1991 )، ص، ص 38، 39.
4- حديث شريف.
5- طه حسين، على هامش السيرة، ( القاهرة – مص: دار المعارف، 1978 )، ص 107.
6- عباس محمود العقاد، ما يقال عن الإسلام، ( القاهرة – مص : دار الهلال، 1966 )، ص، ص 42، 43.
7- برنامج ” الحضارة المغربية من خلال النقود “، القناة الفضائية المغربية، 27/3/ 2001 م.
8- برنامج ” لقاء مفتوح ” القناة الفضائية المصرية، 4/6/2001.
9- برنامج ” الشريعة والحياة “، قناة الجزيرة الفضائية، الدوحة – قطر، 2001 م.