شعر طيوب عربية

عيد ميلاد فِراشي

محمد مركح – السودان

لوحة الوشوشم للتشكيلي أحمد الشرقاوي

فراشي
المكان اﻷكثر هيبة في وجودي
يحتويني بكل قلقي
و أضطرابي
و أفكاري الغريبة
حتى رحم أمي تململ من وجودي بداخله
فلفظني بعد تسعة أشهر من المكوث فيه
فأنا ضيف غير مرحب به
كل اﻷماكن ترفضني
و تتضجر من حضوري
وحده فراشي يقبلني بتلك الآﻻم واﻷحلام والتساؤﻻت غير المشروعة
أرجع ليلا كمتشرد يرتدي كمامة
أهذي بشذرات ﻹميل سيوران
أرتمي فيه و أنا اتصبب عرقا
أبلله بعرقي العفن والنتن
أتقيؤ عليه
أتبول فيه
ﻻ أمارس عليه الجنس
فكل امرأة مرت علي ضاجعتها أرضا
أريد اﻷحتفاظ فيه على أناي
وحيدة
معتزلة
متشظية
متبعثرة
ﻻ أرغب في أن يشاركني أحد هذا الخراب
فتقاسم الخيبة
ابتذال لتلك التجربة
أحيانا أتبرم من فراشي، و أمقته حد التفكير بإلقائه خارج المنزل
و أحيانا أخوض معه في صراع خصوصا حين يهزمني اﻷرق
فأغلبه و يغلبني
لذلك أنا أكثر تصالحا مع فراشي
نحب بعضنا ويعشق كل منا اﻵخر
و متهمين بالمثليية
ﻻيهم ذلك
فاليوم عيد ميلاد فراشي
وعلي تهنئته
بتركه يتحسس الفراغ الذي أخلفه
بينما أضع رأسي على فردة حذائي عند عتبة المنزل
كوسادة لهذه الليلة.

مقالات ذات علاقة

ضرورة إعادة تفسير التاريخ

إبراهيم أبوعواد (الأردن)

تأملات في رواية “الكوكب الدري” للكاتبة جيهان سعد الدين.

سالم الحريك

صَارَ قَلْبًا كَبِيرًا..

جمعة الفاخري

اترك تعليق