محمد مركح – السودان
فراشي
المكان اﻷكثر هيبة في وجودي
يحتويني بكل قلقي
و أضطرابي
و أفكاري الغريبة
حتى رحم أمي تململ من وجودي بداخله
فلفظني بعد تسعة أشهر من المكوث فيه
فأنا ضيف غير مرحب به
كل اﻷماكن ترفضني
و تتضجر من حضوري
وحده فراشي يقبلني بتلك الآﻻم واﻷحلام والتساؤﻻت غير المشروعة
أرجع ليلا كمتشرد يرتدي كمامة
أهذي بشذرات ﻹميل سيوران
أرتمي فيه و أنا اتصبب عرقا
أبلله بعرقي العفن والنتن
أتقيؤ عليه
أتبول فيه
ﻻ أمارس عليه الجنس
فكل امرأة مرت علي ضاجعتها أرضا
أريد اﻷحتفاظ فيه على أناي
وحيدة
معتزلة
متشظية
متبعثرة
ﻻ أرغب في أن يشاركني أحد هذا الخراب
فتقاسم الخيبة
ابتذال لتلك التجربة
أحيانا أتبرم من فراشي، و أمقته حد التفكير بإلقائه خارج المنزل
و أحيانا أخوض معه في صراع خصوصا حين يهزمني اﻷرق
فأغلبه و يغلبني
لذلك أنا أكثر تصالحا مع فراشي
نحب بعضنا ويعشق كل منا اﻵخر
و متهمين بالمثليية
ﻻيهم ذلك
فاليوم عيد ميلاد فراشي
وعلي تهنئته
بتركه يتحسس الفراغ الذي أخلفه
بينما أضع رأسي على فردة حذائي عند عتبة المنزل
كوسادة لهذه الليلة.