10 قصص قصيرة جدا ـ متوالية سردية في ثلاثة فصول
ـ 0 ـ
في مقهى Lutetia**٬ تخدم الأنتظار بنفسك.!٬ السهرات التي تنفضك بالثوابت٬ ثقلها يكد أستعدادك.!٬ من أين جئت أيها الأرق؟٬ بوسعك أن تبرر كبرياء الحمق٬ زحزح كتفي عن الحقيبة.!٬ .فيـا صاحبي٬ إذا أستعصى عليك الشوق٬ أهنه بالتخلي.!.
الفصل الأول
ـ 1 ـ
زع حماقاتك الساذجة٬ مشقة متوافقة٬ حطة الرماد بالكتابة.!٬
ـ 2 ـ
رغم أنفك٬ وأنت بكل هذا الهدم٬ تعاقبك الغفلة.!
ـ 3 ـ
مأثر المقهى٬ ما آمنت به بالفلسفة٬ لإبهار المكابدة٬ فلت يشيخ.!٬
ـ 4 ـ
أيها الأرق٬ الخطى النائية ترعبك ـ بالتأكيد٬ تظهرك للعالم.!
ـ 5 ـ
أستعد للقلق٬ جمر المقهى٬ و بحدها.. أدنى٬ يرقدك منهكا.!
الفصل الثاني
ـ 6 ـ
الكارثة والحمى٬ تفرض عليك٬ أما النوم أو الموت.!
ـ 7 ـ
حيث ذلك الليل٬ لا تصلح أغانيك٬ سوى لرهط خامات الميتافيزيقيا.!.
ـ 8 ـ
أنت في واقع الجمر٬ بدافع ما٬ أستسلم٬ ذبل الليل في فنجان.!
ـ 9 ـ
يالها من روائح٬ مشبعة بتسخيف الحماقات٬ صلة الخطيئة بالميتافيزيقيا.!
الفصل الثالث
ـ 10 ـ
الهذيان في حقيبتي٬ كما الموت والحب٬ هربا من جائحة الليل.!٬ أنحطاط التملص من المفاهيم٬ أتجهت مهزومة٬ نبض أرصفة تتجدد.!٬ من أنت ؟٬ يا إلهي.!٬ التفكير مرارا وتكرارا٬ يظهر روائح كريهة٬ لتسقيط الخوف.!٬ في رفاه الكائن٬ إبهار بدفء الفنجان٬ لايمت للريح.!. في مقهى Lutetia٬ تخدم الأنتظار بنفسك.!٬ فيـا صاحبي٬ إذا أستعصى عليك الشوق٬ أهنه في رماد المقهى٬ بالتخلي.!.
انتهت.
* من مجموعة (أغنية في مقهى Lutetia) بالفرنسية.
** في هذا المقهى القريب من مدرسة الدراسات العليا للعلوم الإجتماعية٬ تتم لقاءاتنا الدائمة بصديق الوالد (رحمه الله) والعم الفيلسوف الفرنسي ـ الجزائري جاك دريدا (رحمه الله) وميشال دو سارتو٬ التي كانت تشاركهم (شعوب) هي الأخرى في التدريس٬ حين كانت تحاضر بنفس المدرسة. وبعد الاستقبال نتبادل التحايا٬ وحال أنتهاء فنجان القهوة الأول٬ تنهمر النقاشات في الترميم والتفكيك ثم البناء٬ حتى ينساب الزمن بشغف مجاورة المواضيع ورصفها بالحوار العام. أنتظرت طيفه قادم ومعه أبي٬ كعادتهما يجاوراني٬ وعرفت لا أحد منهما يعود. فزعت!٬ تبعثرت في هذا المقهى عن كم الذكريات٬ كبرت أجهش بالحزن طيفهما المسافر٬ إليهما الرحمة.