من يغامر ?!
من يقامر ?
في زمن المقاسات الموحدة
والإجابات المتسائلة
والاقتراحات الواسعة الغش
من يعدو ببقايا الأحلام عالياً
ولو بنفس قصير
من مِن خوفه يتجرد
وعلى الزمن الأمرد
يتمرد
من?، وسراديب النفوس
تفيض بالقهر
وتمتلئ بروائح الشجن
ومرارة الأغنيات القديمة?!
من؟، وليس من يعلو
إلى حيث يرعوي
هذا البلاء?
وليمتد ولو لمرة
البهاء العظيم
على آفاق هي لنا
وإلى حيث تعلو
ترانيم النور
تتمرد على الدروب الميتة
والأحلام الموؤدة
وتنفخ في رماد السقم
ليتناثر بعيداً عنا
فمن يرسم الآن أغنياته الحارة
على وجه الضباب
ويبتكر أجنحة للضوء
تليق برتل الظلام البغيض
وحدهم الشعراء
ببطون ضامرة
وأرواح عالية الصهيل
يظل نشيدهم يدمدم
ووحدها الكلمات بأسى
تنهض من ركامات الصمت الكريه
وربما وحدها أيضاً
ستسير بدوننا
في فضاءات التلاشي
فلا مجد لها بيننا
ولا نبي يمحو حزنها
ويرتبها لتيهنا
طريق خلاص
ولن ينتهي الكلام
ولن تنتهي الأسئلة
وتلك هي المسألة..
________________________________________
صحيفة الجماهيرية.. العدد: 3844.. 15-16/11/2002