منذ أكثر من ربع قرن، وأنا أنادي بإعادة النظر في منظومتنا الثقافية، والفكرية والإبداعية.
ثقافة لا تقصي المبدع الحقيقي، ولا تبخصه حقّه في تمثيل الوطن في المحافل الدولية. لكن للأسف لم يعد هناك أمل في كل أغنية عن الثقافة.
نريد ثقافة ميدان لا ثقافة مكاتب وبهرجة وإنشاء، نريد ثقافة يصنعها أهل الثقافة الفاعلين لا الإداريين في مديريات الثقافة ومراكز الثقافة، نريد ثقافة مثمّنة الجهد تكريما ونشرا لا هدرا للمال العام في الليالي الملاح، نريد ثقافة محكّمة من أصحاب الخبرة والتجارب في جميع محطات الثقافة، مسرحا وسنيما وكتابا ومجلة ومواقع ثقافية هادفة، نريد ثقافة تجفف ينابيع المتطفلين على كل المواقع الثقافية، نريد ثقافة تصنع السياسي لا ثقافة يصنعها السياسي. نريد ثقافة توحّد بين القلوب مهما اختلفت الآراء والأفكار، نريد ثقافة حضارية متميّزة لا تذوب في الآخر بل تقابله رأسا برأس وفكرا بفكر، نريد ثقافة تبدع الافكار والنصوص، لا ثقافة تسترجع الافكار المجترّة، لا ترجمة للتوافه من النصوص في جميع معطيات الثقافة.، نريد ثقافة للطفل تبني شخصيته وتعيد إليه الأمل المفقود، فهل تراني محقّ بأن أطالب بحقي في الإبداع، وبحقي في وطن يجب أن ينهض من رماد الخرافات المحترقة، وأن يحلّق عاليا في سماوات الأوطان.
يكفينا من سخرية تصنعها أياد بشرية وتنسبها إلى القضاء والقدر. نريد ثقافة بانية لا ثقافة بالية خرقاء. والسلام على كل من يدعم الثقافة والإبداع في وطن الأحبة.