وقف الطفل، مصالباً يديه يتمعن سماء القرية، وقد اخترقها قوس قزح، واصلا أطرافها بالأرض، حيث انتهى الأفق.
سأله الشيخ: فيما أنت شارد يا بني؟
رد قائلاً: ضاق صدري هما، يا عماه، وأضحت حياتي كالغشاوة.
تورمت ناصية الشيخ استغرابا، انكمشت مقلتيه انعقدت عضلة لسانه تلكأ كثيرا، ثم أنطق في حياء وافر اللب، وذكاء بصيرة، وصلابة حكمة، أنطق صارخا في وجه الطفل: هون عليك، ولا تقحم براءتك في ………………..
الطفل -مقاطعا-: يؤلمني صراخ وطني، وهو يقارع طعنات أعدائه، بدرع صبر، أنظر إلى ألوان الطيف، باتت باهتة!
الشيخ في سكوت مخيف، متمتما بينه وذاته: يا إلهي، أي زمن أرعن هذا؟ ما لهذا الصغير والهواجس؟
كان الطفل قد استرق السمع، فأردف: لا تؤجج نار سخطي، فلست صغيرا ألا ترى يا عماه، أنه في كل يوم يلفظ أنفاسه، تورث فينا الضغينة أحقادا ولدت فيالق حزن مهول!
الشيخ: آه يا بني، هي غشايش قصمت متن العقل فينا، يشمئز من ضراوة ضرباتها الجنون.
الطفل: لقد ارتفع صوت الحق.
الشيخ.. إذًا بتر حبل الظلم؟ وحملا نفسيهما، يطويان الطريق طيا إلى بيت الله.
أكتوبر 2012
2 تعليقات
بأي لغة أثني على سخاء كرم النشر أيها الشاعر الجميل أ. رامز رمضان النويصري.. Mr Ramez Enwesri..تحيتي وعبق السرد لموقع الطيوب..
_درمشاكي_
الشكر موصول لك وإبداعك أخي