عن صحيفة الكاف الإلكترونية
نظم اتحاد الفنانين التشكيليين بمصراته وحركة 24 ديسمبر لقاءً مفتوحاً للاحتفاء بالفنان التشكيلي عمر جهان الفورتية، الذي عاد إلى ليبيا بعد غربة استمرت 37 عاماً قضاها في معارضة نظام القذافي، تحت عنوان (سرد الذات بين الفن والثورة).
وعن هذا اللقاء يقول الفنان عادل الفورتية (اتحاد الفنانين التشكيليين بمصراته) : “هذا أول نشاط لاتحاد التشكيليين الذي تم إشهاره رسمياً قبل شهرين، والهدف أسمى من التفاعل الذي حصل، الهدف إعطاء صورة مغايرة عن الصورة التقليدية لمصراته، فقد مللنا صورة السلاح والعسكر والدم المستمر .
نحن نفتخر بما قدمناه من شهداء ونفتخر بأن نكون من حماة ثورة 17 فبراير، لكن مصراتة مدينة متنوعة ونحن أيضا أصحاب علم وثقافة وفكر وذائقة فنية. الفن باقي في مصراتة ولا يزال يتكلم وينطق، وأبدا لن تكون البندقية في مكان الفن، هذه هي الشعلة التي نريد أن نرفعها، والهدف السامي الذي يمكن أن نستشفه من خلال هذه الاحتفالية.”
ويضيف عبد الوهاب الحداد (حركة 24 ديسمبر) : “جاء هذا اللقاء على شرف الفنان العائد من المهجر التشكيلي عمر جهان الفورتية (المعروف عربياً وربما غير المعروف في ليبيا والمجتمع المصراتي خصوصاً إلا من فئة الفنانين) وكذلك لعرض لوحات تشكيلية تحاكي ثورة 17 فبراير شارك فيها نخبة من فناني مدينة مصراتة منهم إبراهيم السباعي وعادل جهان وتوفيق العويب وعدنان معيتيق ومصباح الكبير.
هذه الأمسية هي محاولة للهروب من الوضع الذي حُشرنا فيه (الوضع السياسي والوضع المسلح) للثورة الليبية، وعندما بحثنا عن شيء يجمعنا لم نجد أفضل من الثقافة ومن الفنون. كما أردنا أن نقول أننا في حركة 24 ديسمبر ليس همنا كمؤسسة مجتمع مدني تعاطي الشأن السياسي فقط، ولعل أكثر ما نحتاج للثورة فيه الآن هو الفكر والثقافة لكي نخرج من ثقافة الفرد الواحد والايدولوجيا الواحدة إلى الثقافات المتعددة بمدارسها المختلفة.”
“الغرض من اختيار المقهى أن يكون في ساحة مفتوحة رغم ما قد يعترينا من صعوبات كالضوضاء واستغراب بعض المارة ومرتادي المقهى ولكننا نريد تعزيز هذه الثقافة، نريد أن نكون بين الناس و نذهب إليهم بدل أن ننتظر أن يأتوا إلينا، وأن نبتعد عن الأماكن المغلقة وألا نحشر أنفسنا كمثقفين في أماكن منعزلة، وسنكافح لكي تكون هذه الثقافة، ثقافة عامة لدى المجتمع.”
وخلال هذه الأمسية استمتع الحاضرون بسرد التشكيلي عمر جهان لبعض ملامح تجربته الفنية في مصر، والوضع السياسي الراهن في ليبيا، ثم عاد بالذاكرة إلى منتصف السبعينات وما حدث أثناء الاعتصامات الشهيرة لطلبة جامعة بنغازي، واعتصام اتحاد الطلبة الليبيين بمصر، وتحدث عن فترة معارضته بالخارج والتي استمرت أكثر من 3 عقود.