Tripoli Grand Prix “Tripoli Formula1”
سامي محمود قنبور
كانت سباقات السيارات ذات شعبية كبيرة في إيطاليا وكذلك في المستعمرة ليبيا حيث رغب المسؤولون في تنشيط السياحة التي كان يرغب منها تكريس الهجرة إلى إقليم طرابلس، لكن بالرغم من الدعم المقدم من الحاكم العام لليبيا آنذاك والذي كان متحمسا للأمر “إيميليو دي بونو” وبعض النجاح الأولي، الا أن المشروع لم ينجح اقتصاديا، فلولا التدخل الشخصي من دي بونو في 1929 لكان مصير السباق التوقف. وفي 1930 واجه الحدث تراجعا آخر في اهتمام الجمهور به، إضافة لموت السائق غاستوني بريلي بيري اثر تحطم سيارته جراء حادث مميت. و تراجعت الرعاية الاعلامية والحماس للسباق، كما أن تداعيات موت بريللي جعلت من السباق غير ممكنا في العام التالي 1931 بسبب امور تتعلق بسلامة السائقين فالحلبة .
لكن رئيس نادي طرابلس للسيارات إيديجيو سفورتزيني كان مصرا و قرر اقامة جولة أخرى من سباقات الجائزة الكبرى، هذه المرة بعد بناء حلبة ذات طراز أوروبي للسباقات، تم جمع الأموال اللازمة من قبل الحكومة الإيطالية لتمويل المشروع، وتم الانتهاء من الأعمال اللازمة وافتتاح المشروع في ربيع 1933.
كان يبلغ مسار الملاحة 13.140 كيلومترا (8.156 ميل) طولي في سبخة الملاحة الواقعة بين طرابلس و تاجوراء. “لاحظ الصورة المرفقة التي تحوي تخيل لمكان الحلبة في الوقت الحالي بمحاكاتها فوق المواقع الحالية” كان من معالم حلبة المسارالتي يمكن مشاهدتها بوضوع في الفيديو المرفق برج اسمنتي أبيض كان منتصبا جوار مدرج للحلبة الذي كان بوسعها حمل 10.000 شخص لاحظ الصورة المرفقة”. تم تزويد حلبة الملاحة بنظام أضواء الانطلاق ونظام توقيت الكتروني بصري , كانت هذه المعدات إضافة لوسائل أخرى خاصة بالحلبة كانت تضاهي ما كان متوفرا في الحلبات الأوروبية حينها.
مع ممارسة إيطاليا لمزيد من النفوذ والتحكم في ليبيا وتعيين إتالو بالبو كحاكم عام ودمجه إقليمي برقة وطرابلس في مستعمرة واحدة صار الحدث مهرجانا سنويا مهما بحد ذاته. كان المشاركون في الحدث يعاملون معاملة متميزة حيث كانوا ينزلون في فندق الودان الفخم ويتناولون العشاء في الكازينو الملحق بالفندق ويقومون بزيارة بالبو في قصره. كل هذا جعل من ريتشارد سيمان أشهر سائق سباقات السيارات قبل الحرب العالمية الثانية في أن يصف جائزة طرابلس الكبرى بأنها “أسكوت حلبات سباقات السيارات” (وأسكوت هي أشهر حلبات سباقات الخيل في بريطانيا وتعتبر ملكية للتاج البريطاني والدولة البريطانية في آن)، كما أن اقترانها بجوائز مادية كبيرة جعل من جائزة طرابلس الكبرى موعدا هاما في السباقات لا يمكن تجاهله فكانت الرهانات علي اشدها في المستعمرة ليبيا واوروبا عبر برنامج اليانصيب التابع لهذا الحدث “لاحظ الصور الدعائية المرفقة لليانصيب الخاص بهذا الحذث” ويذكر ايضا ايضا اان كأس التتويج للفائز بالسباق كان عبارة عن جرة فخارية محلية الصنع لان ايطاليا حينها وبالبو خاصة تبنو الطراز المحلي و ابتعدو عن التصاميم الاوروبية في كل ما يتعلق باظهار الطابع المحلي لليبيا ..
بين عامي 1933 و 1938 خضعت جائزة طرابلس الكبرى لمعايير الفورمولا ليبر “Formula Libre” بمعنى عدم فرض قيود أو معايير أو أوزان محددة على قدرات المحركات المستعملة في السباق الذي عرف وقتها كونه أسرع حلبة في العالم.
بحلول العام 1939 كان الإيطاليون قد تعبوا من هيمنة ألمانيا على مراحل السباق، وقاموا بتحويله لسباق للعربات الأصغر أو فيتوار “Voiturette” شملت 1500 سيارة سي سي رياضية، الا أنهم أحبطوا بسبب السيارة التي صنعت خصيصا من قبل مرسيديس التي كان يقودها هيرمان لانغ والتي فازت في السباق.
في 1940 بحضور فرق ألفا روميو وماتزيراتي إضافة لعدد من الفرق المستقلة، حاز الإيطالي جوزيبي فارينا على نصره الوحيد قبل الحرب العالمية الثانية. كانت تلك هي النتيجة والجولة النهائية. جولة طرابلس الكبرى لم تنطلق مجددا بعدها بسبب الحرب العالمية والاحداث المترتبة عليها.
وبذلك تعتبر ليبيا اول دولة عربية وافريقية تحتضن سباق الفورميلا 1 علي ارضها.