كانت طائرات العدو في تلك الليلة تغطي سماء المدينة.. وكأنها نسور جارحة تحوم حول جيفة في أدغال إفريقيا.. بدأ سرب منها واجما في مكانه.. لحظات وتتالت صواريخها شهباناً من النيران تنفجر، مخترقة جدار الصمت.. اهتزت نوافذ البيوت.. هرعت النسوة والأطفال عبر السلالم المظلمة.. تعثرت إحداهن وانزلقت رجلها فأصيب كوعها بشرخ استدعى نقلها للمستشفى..
كانت أمي جالسة على سجادتها بعد أن أدت صالة الشفع والوتر.. تأبى أن تبرح مكانها، تهلل وتحوقل وتستغفر الله.. كان إبني “فراس” يبكي ويصيح:
– أبي إن جدتي في غرفتها.. إنها هناك..
وأسرع مهرولا صاعدا للأعلى يناديها: جدتي، جدتي، أخرجي الطائرة تقصف..
وأمي ترفع يديها إلى السماء متضرعة إلى الله في خشوع، مرددة: اللهم اجعل كيدهم في نحرهم.. وتمسح بكفها على جبين حفيدها مهدئة من روعه: لا تخف يا ولدي معنا الله..
فيستلقي في حجرها في سكون غلفته براءته، لكنه ظل طوال الليل يتصبب عرقا ويهذي.. ترتجف أوصاله وتصطك أسنانه خوفاً وهلعا.
3 تعليقات
شكرا كبيرة بحجم الإبداع لموقع طيوب الجميل و تحياتي و الورد للأستاذ الشاعر الكبير أ/رامز رمضان النويصري وللشاعرة المتألقة أ/كريمة الفاسي..على هذا الدؤوب لأجل إثراء هذا الموقع العريق(طيوبنا)..
لا شكر على واجب أخي حسين
وفي انتظار جديدك
شكرا كبيرة بحجم الإبداع لموقع طيوب الجميل وتحياتي والورد للشاعر الكبير أ/رامز رمضان النويصري وللشاعرة المتألقة أ/كريمة الفاسي..على هذا الجهد الدؤوب لأجل إثراء طيوبنا العريقة.