ريم القماطي
قالوا أصاب الأرض أمرٌ مُذهلُ
فيروسُ موتٍ يُنهيَ الأعمارَ
و يشُنّ حرباً لا تُوافقُ هُدنةً
حربٌ تثور وتُعلَنُ استعمارَا
الصّينُ والدّوَلُ الكبيرةُ هُدّمَت
مافادها عِلمٌ و لا استحضارا
الكل يسبحُ للنّجاةِ بجُهدِهِ
لا يملكوا سُفُناً ولا عَبّارة
يلهث كبيرُ القومِ يأملُ نُصرةً
من ينصُرِ العاثي طُغاً ودمارَا؟
واليومُ ينتشرُ الوباء بشدّةٍ
يقعُ الخبيثُ وجيشهُ مُنهارَا
طُوِيَ اقتصادٌ والسياسةُ أتبعت
والكل نهض ويُعلِنُ استنفارَا
وبمنحنى عدم التعرّض للأذى
مكث الجميع ببيتِهِ إجبارَا
خَلِيَتْ بيوتُ الله من صلواته
غُلِقَ الحرم وبدا بلا إعمارَا
كل الدول تشهد شوارع خالية
خسرت ملامح عيشها إقصارَا
أيّ الظّلام نعيشُ في أيّامنا
فلقد جنينا ثمار الهجر والإنكارَ
يا أيّها الباغي عثيتَ خراباً
من ذا يُجيرك أو يمدّ جُواره
فيروس عجزٍ لا يُرى بعيونكم
يغزو وطنكم و يُهدّد استقراره
هرع القليل وذهب يحمي نفسهُ
والبعض سَخِر لم يبُالي وسَارَ
والبعضُ قام ببحثٍ عن ماهيّته
سبلٌ تقِيهِ وعامل الإخطارَ
والبعض أعلن مُستغلاً رابحا
يخفي السّلع ويزوّر الأسعارَ
هذا البلاء بمعنيَيْهِ مقدّرٌ
إن كان خيرا أو ضرر وضِرارا
ادعوا الاله مخافة وتضرعاً
يضع البلاء ويعلم الأسرارَ
والجأ إليه وعُد له مستغفرا
وأقم صلاتك دونما استهتارَا
واعلم بأن الله ينصر جُنْدَهُ
وكذا لِدِينه أيّما استنصارا
ستعود هذه الأرض أكثر قوّةٍ
وتعود سُحُبَ الأمن بالأمطارَ
ويُغيثُ كل الأرض صيباً نافعا
وسنحصد الفرح العظيم ثِمارا
ويعود كل الناس من محرابهِم
وصلاتهم في البيت والإحجارا
لبيوت الله والتحام صفوفهم
ويعود للحرمين عهد مساره
وستعلو في الخلوات صوت قراءةٍ
الآيُ ٌ والتّهذيبُ والأذكار
فلتأمل الخير الكثير برب من
خلق الحياة وسيّر الأقدارَ