(انطباعية السكوب الهزلية)
بعينينِ فادحتين، يحدّقُ بنظرةٍ نازية في مخيّلته التافهة، يختفي كظلٍّ طويل خلف آثام الفجيعة، يحصي هياكل التجاويف المشبّعة بالطين اللزج، يعبثُ بالجَزْرِ الممدّد في أحشاءِ رملٍ مائي، يقذفُ بلّور الضوء في حناجر العطش، يهشُّ رجفة الزوال نذير الكسوف، طلاسم السرد كعقدةِ السِحْر في مخلاةِ درويشٌ مشعوذ، تحمله عصا الريح لمدائن الجن، ذبُلتْ ذؤابة قيصر الأرض المنقّعة بدمِ الأبنوس الأصفر، مخاض الضمير هوس المنافي، قشّة قصمت لحود الصلصال، تُفجّجُ كوّة الفلاة التي أبادت سالكيها الحُفاة، نضج الخواء زئبقاً رماديا، تعفّنت طحالب النهر، تورّمت حوافَّ الزمن، كحربٍ قطّعت أوصال الصراخ على ركحِ اللهيب الدامي، نُذرُ سعيرٍ شؤوم، كوابيس تزفرُ الريح من فمِ الرماد، الخطيئة وشم الذنب على دربِ المسير، محنّطٌ فوق صدى النحيب، السراب ملاذات المحار الهارب من صدعِ الأنواء، يحلّقُ الفينيق بجناحي فولاذ، تاركاً وهم الفراغ الأزلي لترنيمة بكائية جنائزية، نفشت جائحة أنجبتها كيمياء التنين عند سورها العظيم، تجلّتْ قداسة رئة الاخضرار المؤدلجة بأكسجين غابة استوائية، تلقن تراجيديا المطر، بانوراما ثنائية الغناء، حين ضاجع آدم حواء، الادراك معول النجاة، ينحتُ سيميائية مترعة بأقواس قزحية، تفيض غيضاً على ملح الأديم المتغلغل في التأويل الضامر حدَّ آخِر الفِخاخ، كُلّما أدمى حافر الصهيل، اعوجاج الظِل عند فقاعة الغرغرة الأخيرة للموت اللذيذ، قبل أن تلد الشمس نيزكها الأحمر وتختفي سُلالة الفيروس المجنّح.