سارة الشريف
الصباح، وصمت غريب، يبدو لا أحدَ هنا في استقبال الشمس، الجميع نيام، في محاولة منهم للهروب من حياة الصباح، لم يعد لديهم وجوه تليق بعبارات الصباح، هالات العيون تكاد تصل إلى الفاه؛ سوداء كعيون الباندا وسباتهم ليس بعيدا منها. فقدوا قدرتهم على الابتسام في وجه الحياة التى سكتت فجأة، وهم الذين كانوا بها مشغولين.
اللحظة الحالية، لحظة القلق المتصاعد، لأن هذه أزمة مزدوجة للجسد والعقل في آن واحد. أتبادل الأحاديث مع الأصدقاء وجلهم لم يعد للصبر محل عندهم.
وفراغ صبري يشترك معهم، فأنا أجد نفسي كثيرا فيما يشعرون به أيضا. الخوف من المرض والموت وفقدان من أحبهم، والتباعد الاجتماعي والتفكير بذاك البعيد الذي حالت المسافة بيني وبينه، حتى السلام بالأعين لم يعد بالإمكان وأنا التي كنت أحلم بأكثر من ذلك.
كم هو غريب، الناس يموتون من حولنا، فالحرب لا زالت تحصد أرواحا وتزداد شراسة، ولكن موت عن موت يختلف فهذا يوجع، ولكن ذاك مرعب.
يا ألهي! يبدو أننا نتجرد من الإنسانية.
أنانية، ربما أكون آمنة في منزلي، وفي حضن عائلتي، الحياة ليست بهذا السوء، كل شيء متوفر، أصوات لعب الأطفال المستمر؛ لا يتعبون، طاقات مكبوتة.
وأمي كعادتها. تتفنن في الطبخ، وها هي تبهرنا بكل ما هو جديد ومرحبا بالوزن الزائد.
ونتنزه داخل المنزل ونغير الجلسات بين الغرف، نزور غرف بعضنا، مع العلم أنني لم أستقبل أحدا في غرفتي إلا ذلك الصغير الذي يدخلها عنوة مطالبا بحقه في الحلوى التى يأخذها وهو مشبعٌ بالبوسات.
الشعور بالضعف يفتح لي بابا على معاناة الآخرين، وأعجز عن مد يد المساعدة. أفقد شهيتي في القراءة والرسم، أفقد تركيزي وأشعر بأن كل شيء يُسرق مني.
وكما هو الحال دائما، هناك أمل في نهاية المطاف، بالمقارنة بما يحدث حولنا، فأنا بخير لا أعتقد أنني اعاني أكثر من الآخرين.
إنني أعاني بشكل مختلف قليلا، فأنا أقلق على روح ليست بجسدي، التفكير طول الوقت يرهقني، ولكن اكتفي أخيراً بهذا الشعور رغم عدم اكتفائي منه…