الكارثة اجتاحت العالم وجعلته مكتوف الأيدي.. والموت صار يحصد كل يوم المئات حيث توقف كل شئ و انتهينا الي أن نركن الي بيوتنا ونتحصن بها من أجل أن نعيش فقط..
أنا تعودت العزلة والبعد عن العلاقات الاجتماعية والثقافية منذ زمن بعيد.. حيث أعيش مع حبيبتي وصديقتي وشريكة حياتي، مكتفين بعالمنا الصغير في السفر والترحال والحياة البسيطة التي نعيش.. لأن معظم العلاقات التي عشناها كانت تنقل إلينا الشحنات السالبة و رفضنا الاستمرار فيها..
ليس جديدا علينا الحجر لأننا فرضناه علي أنفسنا من سوء العلاقات الاجتماعية التي حاولت الفتك بنا و ربما هي أشد ضراوة من هذا الفيروس.. لذلك لا نخشى هذا المرض واعتقد بأنه سيمر كغيره من الأوبئة وسننتصر للحياة التي نحب.
اعيش حياتي بكل بساطة.. اقرأ واكتب واشاهد التلفزيون واخرج أحيانا للتسوق مع الاحتياطات الواجبة في التعقيم مثل غسل اليدين وغيرها وليس لدي اي هاجس خوف من الفيروس واعتبر الموت مجرد حجر عثرة او حفرة في طريقنا يمكن أن نسقط فيها ويمكن أن يصادفنا او يباغثنا او نلتقيه في أي وقت وأي مكان..
لماذا نخشى الموت وهو قدرنا وسرنا الغامض ؟!
الكورونا عرت العالم الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. لقد ظهر الوحش المختبئ والمسكوت عنه، ليس فقط قناع الأنظمة التي لا يهمها سوى مصالحها والصراع على السلطة و جمع الاموال بل ايضا شكل الإنسان المتحضر حيث ظهرت انانيته وحيوانيته وشراسته أمام الموت ( انا أولا ومن بعدي الطوفان ).
لاتكترث، لا تتهور، عش الحياة بملء أنفاسك.. الحياة واحدة والموت واحد، الخطر يهدد كل أركان الكرة الأرضية وحتما سينتصر الإنسان ويجد الحل و ستكون هذه الأزمة كما عبر الشاعر انسي الحاج _ ذات يوم _ مجرد ( ماضي الأيام الآتية ).
■ مشاركتي في تحقيق أعده الصديق الشاعر محمد الهادي الجزيري بعنوان (أدباء عرب في مجابهة الوباء العالمي)، نشر بصحيفة أثير الالكترونية