مازال، في العمر،
متسعا من القول ..
قول يرضى الناس عنه
وقول آخر
يستهجنونه لأنه
ليس على مقاس أحلامهم
قول يصنفني ..
وقول يضعني
في قوائم المنبوذين .
مازال في الأيام المقبلة
مزيدا من الأحفاد الرائعين
على وشك أن يفتحوا
عيونهم الجميلة
على هذه المشاهد الغامضة
على وشك أن يحركوا شفاههم
طلبا للطعام والدفء والأمان ..
على وشك أن يتعلقوا
بأرجوحة الأسئلة والأمنيات
على وشك أن يتعثروا
فيما ألقينا في دروبهم
من يقين خاطيء
على وشك أن يضرسوا..
مازال في العمر
متسعا من القول
يؤرخ للسنوات الجميلة
يستدعي العواطف المدفونة
في أحداث اليوم
يمسح الغبار عن الصور الناصعة
عن ابتسامة الحبيبة
التي التهمتها عيون القلب
عن بهجة التمرد
وشغب المناكفة ..
عن بهجة الأصدقاء
ببنطلوناتهم الواسعة
وأحذيتهم العالية
وضحكاتهم المجلجلة . .
مازال في العمر
متسعا من القول
يؤثث اللحظات الخاوية
يتبرأ من متون القسوة
ويجنح بحنو صوب الهوامش الناعمة
مازال في العمر
مدى للأصدقاء الودودين
الخارجين عن الأنماط البائسة
الملتئمين بزهو
حول جلسة دافئة
تتحدى برد هذا الشتاء الطويل القاسي ..
