الذين ناديناهم من وراء الأبواب الموصدة
ومن خلف الشبابيك
وطرقنا أبوابهم
الذين فعلوا بالمثل معنا
ها نحن
نحصي الأيام بعيدا عن طرقاتهم
ونعد الساعات الفارغة
كي يتوقفوا
عن طرق أبواب القلب
وألا ينصتوا لأرواحنا العارية
نحن وحدنا دائما
نعرف أن الوجع ليس مسألة وقت أبدا
كي تبرأ أرواحنا من أوهامهم
يسكنون الخاطر
والعين
كما تسكن الهوام خلاء الله
والجن في كهوف الجبال النائية
نسمع صدى كلماتهم
ووقع خطاهم
وعزف الجراح في أعماقهم
نضرب كفا بكف
نشبك الأصابع ونضعها أمام أعيننا
نتضرع الله
أن يجدوا السلوى
ويبتليهم الله بالنسيان
وإذا حدث والتقينا
نمر إزاء بعض
بدل أن تفيض كل تلك المواجع
نلوذ بصمت متقن
وكأنهم يوما لم يطرقوا أبوابنا
أو كأنهم لم يسكنوا خواطرنا
ونمضي ولا نلتفت
هؤلاء يسر الله لهم القول الفادح
لما يمرون
ولا يتلفتون
ويتركون خلفهم ربيعهم المهجور
وأطلال كلماتهم
وخراب مشاعرهم
وأحلامهم المخذولة
في الحقيقة
يمرون كالسيل الجارف
كالطعنات
كالزلازل
يمرون ولا يكترثون
المنشور التالي
جمعة الموفق
جمعة عبدالله الموفق
ولد في ليبيا بمدينة ترهونة، في 1969م.
مقيم حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تخرج من معهد أحمد النائب للمعلمين 1988م.
عمل بالتدريس حتى العام 2000م.
بدأ الكتابة متأخراً، ونشر نتاجه الشعري من خلال المواقع الثقافية والأدبية على الإنترنت.
أصدر ديوان: مأدبة لبكاء مرّ، عن دار روافد عام 2017م.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك