في وجود عدم إدراك لحجم الخطر المحدق بشبابنا وما تقترحه من خطط ومشاريع ثقافية ضعيفة، واهتمامات أخري….
كيف نعمل نحن المثقفون علي تحصين فكر النشء والشباب المستهدف ثقافيا، ونكبح عمليات التشتت والتشظي الفكري المتسرب عبر وسائل عدة منها العاب تقنية تولد العنف وتعلم القمار كــ(لعبة البوبجي) وانتشار المقاهي بديلا عن المكاتب وانحدار الذائقة الفنية للمظهر والملبس في المجتمع وكذلك استعمال المفردات الدخيلة؟
بهجت العبيدي
كاتب ومفكر مصري مقيم بالنمسا
لعله من المناسب في البدء أن نرسل صيحات التحذير للأنظمة العربية في كافة الأقطار والتي تظن – خاطئة- أن ثقافة الشعب ووعيه تمثل خطرا على وجودها، وأن عملية التجهيل والتسطيح والتدني الثقافي تضمن لها الوجود، وأن نضاعف التحذير من ظاهرة الاعتماد على موالين للنظم الحاكمة، لضمان الولاء فقط، بعيدا عن الكفاءة والقدرة التي يجب أن يتمتع بها كل من يتصدى لمسؤولية، حيث أن الأول مهما كان ولاؤه، لن يفيد المجتمع ولا النظام الحاكم، إذا افتقد المؤهلات التي من خلالها يقود منظومة العمل التي يرأسها، ولا أن يحقق تلك الأهداف التي تم من أجلها إنشاء هذه المؤسسة أو تلك .
والدارس لتاريخ الأمم والشعوب، يلحظ دون كثير عناء أن الاعتماد على الولاء دون الكفاءة كان سببا رئيسا لانهيار أنظمة، بل وانهيار أمم بالكامل، والاتحاد السوفييتي ليس بالنسبة لنا ببعيد.
وليس هناك مؤسسة أخطر في تكوين الوعي وتثقيف الشعب، وصياغة وجدان الأمم مثل وزارات الثقافة المنوط بها أن ترتقي بالذوق العام مرة، وأن تقوم بالتعريف بكافة أنواع الثقافة العالمية، على أن يكون للثقافة العربية نصيب الأسد، مرة أخرى، وأن تنشر الفنون الجميلة فتقدم الأرقى منها للقارئ والمستمع والمشاهد، مرة ثالثة، وأن تغرس في نفوس أبناء المجتمع العربي ثوابت الأمة راسخة قوية، لا تتزعزع، ولا تتزحزح من مكانها إذا هبت عليها الهبوب، أو زادت عليها الضغوط، أو تناولتها أبواق الأعداء بما لا يليق .
للأسف الشديد مازالت الأنظمة العربية لا تدرك إدراكا حقيقيا لخطورة التجهيل، ولا تعلم حقيقة أن وعي وثقافة الشعب هي الضامن الحقيقي لبقائها وحماية الوطن، وللأسف مازالت حلقة الثقافة هي الأكثر ضعفا بين حلقات المجتمعات العربية المتشابكة، ذلك الضعف الذي هو نتيجة لعديد الأسباب يأتي على رأسها إسناد الوزارات لمن لا يتمتعون بالقدر الكافي من الثقافة
وهنا يظهر دور المثقف العربي الذي يبذل جهدا جهيدا في عملية الوعي، حيث أنه- في الكثير من الأحيان- تسد أمامه أبواب الإعلام، وتحكم حوله قيود الوصول إلى الناس، كما أن العديد منهم متهم لا لشيء سوى لأنه يؤمن بقيمة التنوير والتثقيف والوعي وإعمال العقل .
إن المثقف العربي- على ما يعانيه- فإنه لم تسقط من يده الشعلة، لأنه يؤمن بدوره في ضرورة إزالة العتامة عن العقل العربي، وتحريره من قيود التبعية للقديم الفاسد من ناحية، والجديد الوافد من ثقافة وبيئة مغايرة ولا يتناسب مع بيئتنا ومجتمعنا وثقافتنا من ناحية أخرى، وكأني به بين كفي الرحى يقاوم ويبذل من روحه وفكره، ويمنح من قلبه وعقله
إن المثقف العربي الحق، لا يمكن أن يمنعه مانع مهما كان من أداء الدور الذي يؤمن به، والذي نراه في هذه المرحلة هو تحرير العقل ونشر الوعي ومحاربة الخرافة، والرقي بالحس والارتقاء بالمشاعر.
نقول على الرغم من تلك المعاناة التي يتعرض لها المثقف ومعه المجتمع فإن ما هو متاح الآن من وسائل للتواصل والنشر في عصرنا الحديث يجعلنا نرى ثمارا دانية القطف يقوم عليها مثقفون عرب في كافة أقطارنا العربية.
سالمة موسي عمر الهبري
ناشطة اجتماعية
يقودنا الحديث عن الشباب إلي الخوض في قضايا ذات اهتمام كبير وبشكل موسع سواء كانت اقتصادية او اجتماعية وسياسية، ومصطلح الشباب يطلق على فئة عمرية هي ذروة القوة والحيوية والنشاط بين جميع مراحل العمر ☆
وعادةً ما تستغل هذه المرحلة لما تتمتع به من مميزات
وهنا أتحدث عن استغلال خطير لهذه الفئة التي فقدت بوصلة التوجه نحو أهدافها ونست دورها المهم في البيئة التي تعيش فيها، فهم عماد الوطن ومن يساهمون في إنجاحه والدفاع عنه ، فيصنعون القرارات..
.. وهم القوة العاملة اللازمة للبناء، وتقوية دخلها، والمساهمة في المشاريع التعاونية والتطوعية والخدمات، بالإضافة إلي نشر الثقافة والتوعية الفكرية، وتعزيز حب الوطن
وللشباب مكانة عظيمة خصهم بها ديننا الإسلامي الحنيف، حيث يتميزون بالعطاء، وبذل الجهود ، وينشرون الهدى والخير لقوله تعالى ((انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ))
لذلك عني الإسلام بهم عناية كبيرة وعول عليهم للاستغلال طاقاتهم. ☆
ومن هنا تعاني ليبيا أزمة مركبة شملت مختلف المجالات والمؤسسات ،وطالت مختلف الشرائح العمرية، ولكن تأثيرها البالغ علي الشباب الذي كان يتطلع إلى التغيير والمشاركة الفاعلة في كل شيء !!
إلا أن بعد سنوات أصبح أقصى طموحه السلامة الجسدية والنفسية،والبقاء علي قيد الحياة….♡
وتكمن معاناته من البطالة والفقر، وعدم توفر فرص العمل مما يخلق الفراغ، واللجوء إلى المخدرات والسلاح، والسرقة، والجريمة وضياع الوقت في الألعاب العصرية مثل , ( البليستيشن و البوبجي، والقمار والتسكع في المقاهي، والتدخين ومعاكسة الفتيات، والجلوس للفترات طويلة دون عمل ولا جدوى، وتقليد الفنانين والممثلين الغربيين في ملابسهم ، وقصات الشعر الغريبة، والتشبه بالنساء، والتنابز بالألقاب والألفاظ المؤذية بعيدا عن لغتنا العربية السمحة ، وغيرها من الظواهر السلبية يشكلون وقود الأزمة ولا ينوي أحد استعمالها لهم كأنبوب إطفاء في ظل وجود وزارات وهيئات ثقافية غير مدركه لحجم الخطر المحدق بشبابنا، وما تقدمه من خطط ومشاريع ثقافية ضعيفة.
مما يضطر البعض منهم إلي الهجرة خارج البلاد هربا من ظروف المعيشة ، ومجابهة ويلات الحرب
وهنا علينا أن نقف وقفة جادة لنعمل جميعا كا مثقفين علي تحصين الشباب المستهدف ثقافيا
وذلك بنشر الوعي والثقافة بين الناس والعقيدة السليمة، والمبادي والقيم التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الوسط بعيدا عن التطرف، والأخلاق الحميدة الصالحة لكل زمان ومكان ، وما تحمله من قيم كا العدل ،والصدق والأمانة ، والحب ، والتسامح ، والتضحية والعادات والتقاليد السمحة ، بعيدا عن التطرف، والإرهاب.
الأمين مسعود
شاعر وكاتب ومفكر تونسي
المعلوماتية سلاح ذو حدين
المعلوماتية أو علم المعلومات هي دراسة التركيب، الخوارزميات، والسلوك، والتفاعل بين النظم الطبيعية والاصطناعية التي تقوم بتخزين عملية وصول المعلومات والاتصال بكل دقة ومرجعية علمية، كما تعمل على تطوير أسس المفاهيم الخاصة بها وتستخدم الأسس النظرية المتطورة في بعض المجالات الأخرى، فبالرجوع إلى الفترة التي اخترع فيها الحاسوب، نجد الأفراد والمنظمات أكثر إقبالاً واستخداما ، بل ويعولون على معالجة المعلومات إلكترونيا على نحو متزايد بل وينتشر بكثافة كبيرة لدرجة أن الأفراد التي لا تستعمل الحواسيب بكل درجاتها البسيطة أو المتقدمة والمتطورة أصبح يعد (أميا)، وفي هذا المجال الكوني أحدثت الشركات العالمية الصينية والأمريكية والروسية واليابانية وغيرها في مزاحمات تكاد تكون بشكل يومي ان لم يكن يعد بالساعات لصناعة واختراع الأفضل والأجود والسريع، للوصول الى المعلومات المبهرة والجاهزة والمثيرة بتقنيات جيدة للفرد وللمجموعة أصبحت حياتهم اليكترونيات في كل المجالات الحياتية العادية والعملية .
وقد أدى ذلك إلى دراسة المعلوماتية المحتوية على الجوانب الحسابية والمعرفية والاجتماعية، بما في ذلك دراسة الأثر الاجتماعي لتكنولوجيا المعلومات في الرياضيات والعلوم بحرية تامة، يمكن أن يعتقد بأنها ” تدرس كيفية تصميم نظام من شأنه أن يوفر المعلومات الصحيحة الواقعية، إلى الشخص المناسب في المكان والزمن المناسب، باستخدام التشخيص الفردي لكل كائن حسب ميولاته وقدرته ومستلزمات حياته باستخدام معايير جينية ووراثية غاية في الدقة. فالمعلوماتية الآن دروس تدرس من الصف الأول تعليمي الى اختصاصات جامعية متقدمة، بل هي مادة ممتعة حية تأخذ من كل العلوم وتتطور يوميا: توجد مجموعة من الخصائص التي تتميز في حقل المعلوماتية و هي السهولة في نقل وتقبل المعلومات معا و نشرها في أكثر من مكان دون تنقل عبر طرقات أو طائرات… فهي مرتبطة بالأقمار الصناعية التي اصطبحت تزاحم الكواكب والنجوم في الفضاء الخارجي تتحكم فيها قوى عالمية كل حسب غاياته ومدى نظرته للمستقبل، ان كان شرا أو فائدة لكافة ساكني المعمورة ، كما يمكن دمج المعلومات معا من أجل الوصول إلى فكرة جديدة و مفيدة ،و تتميز المعلومة بأنها متوفرة بشكل دائم، وتختلف المصادر المعلوماتية عن المصادر الآخرى فهي علمية جيولوجية طبية فكرية رياضية ثقافية لكنها تتمدد لتصل إلى الامتداد الأوسع الأكثر خطرا الا وهو المجال العسكري والأبحاث النووية وسعي بعض الدول لاستغلال المجال التكنولوجي المعلوماتي لأغراض التجسس والتخابر والدخول لمنظومات الدول الأخرى للسيطرة عليها، واستخدام القوى الضاربة والهادمة للكيان البشري قصد الاستحواذ على الثروات وغيرها…
حقيقة أن المعلوماتية سلاح ذو حدين ككل العلوم وجب التدارس في أخطاره وايجابياته لفائدة الكون والكائن للبشري والحيواني، الكون هذا الذي أصبح قرية صغيرة بسبب سرعة إنتشار المعلومة وسرعة التقبل والرد الفوري في سباق مع الزمن والاكتشافات المحيطة بالأرض والعالم المحيط بها.
الناشطة أمال سيد محمد – جمهورية مصر العربية
التطرف الفكري والمجتمعي وتأثيره علي عقول الكثيرين من الشباب .
التحصين الفكري والثقافي للشباب من آفات العصر يشكل الأمن الوقائي في المعادلة البشرية وفي سلامة المجتمعات الإنسانية من خطر التطرف والإرهاب
الشباب، أعظم ثروتنا، وما يستثمر في حمايتهم من أمراض التطرّف، يعود بالنفع على مجتمعاتهم وأوطانهم، الشباب طاقة خلاقة ، والأمم المزدهرة ، تلك التي تنجح في كسب شبابها وتوظيف طاقاتهم في مشاريع التنمية ، ونحن لن ننجح في كسبهم إلا إذا كسبنا ثقتهم ، ولن نكسب ثقتهم إلا بإتاحة المجال لهم ، للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم وهمومهم، الشباب هم القطاع الأكبر في التركيبة السكانية ، وهم المستقبل ، ووقايتهم من التطرّف ، مسؤوليتنا جميعاً
مجتمعاتنا وأوطاننا ، تعاني اليوم معاناة عظيمة من انتشار المتطرف المتدثر بالدِّين ، يخطف شبابنا ويوظفهم لمشاريعه العدمية
إن سيادة القانون ليس تشريعاً فحسب بل أيضاً إنفاذه مطلب، وضرورة تطبيقه على الجميع، فالقوانين يمكن أن تصبح “أوهن من بيوت العنكبوت” في بعض الدول من خلال سوء التطبيق ففي بعض الدول يصبح القانون أشبه بيت العنكبوت “الحشرة الصغيرة تقع فيه والحشرة الكبيرة تخترقه” إن إشاعة العدل ووجوده من خلال تطبيق القانون على الجميع هو أساس وسنام الدولة المدنية المنشودة
إن التنوع والتعدد هو سنّة الكون وهو إثراء للمشهد الإنساني والحضاري ولكن هذه التعددية يجب أن تتحرك في إطار ودائرة الوحدة الوطنية الجامعة للأمة وفي ظل دولة القانون
فالله سبحانه وتعالى يقول ” يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “
هذا الخطاب كافي وجامع للذين يسعون إلى شرذمة الأمة وتجزئتها إلى طوائف ومذاهب وحارات وإلى جماعات وأحزاب تحتكر الحقيقة لوحدها وتقصي الآخر من المشهد الإنساني، يكفرون ويفجرون ويمنحون صكوك الإيمان لمن يشاءوا ومتى شاءوا، يعيثون في الأرض الفساد بدواعي الإصلاح والإصلاح في واد وهم في وادٍ آخر!
إن تعزيز ثقافة العيش المشترك وترسيخ مفهوم سيادة القانون تشريعاً وإنفاذاً هو الطريق الوحيد لتصليب جبهتنا الداخلية من كيد العاديات وهو الحل الأمثل لاستقرار وتنمية مجتمعاتنا العربية والإسلامية وتجنيبها شرور الفتن والاحتراب الداخلي
العلماء الربانيون والمثقفين الشرفاء والكتاب الأوفياء لرسالتهم وهم كثر آن لهم أن يخرجوا من صوامعهم ويشمروا عن سواعدهم لقيادة الأمة إلى جادة الصواب وتشكيل ثقافة جديدة تعزز من قيم المواطنة واحترام القانون ومبادئ الدولة المدنية الحديثة فنحن في هذه الدنيا دعاة للقضاء نعمل بالكلمة الصادقة الجريئة لإخراج الناس من ظلمات الجهل والتخلف إلى ضياء الحق والعدل والإخاء الإنساني.
من خلال الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة للناس أجمعين، فالله أستخلف الإنسان ليكون خليفة له في الأرض يزرع الخير في كل مكان – إيماناً وعلماً وإبداعاً مادياً ومعنوياً – وسمو روحي وأخلاقي لرفعة مكانة هذا الإنسان وليؤثر في المشهد الحضاري والإنساني : فكراً وثقافةً وسلوكاً إيماناً صادقاً لدين للحياة لا للموت .. لدين الحب لا للكراهية .. لدين التعاون لا للتناحر والإقصاء .. لدين العدل والإنصاف والإحسان لا لدين الإرهاب والتكفير والتفجير، وقبل هذا وذاك لدين له قداسته لدى بني البشر وعظمته الإلهية في الدارين في الدنيا والآخرة.
الناشط/ محمد الفائدي- بنغازي
حقيقة أصبحت تتفاقم ظاهرة اقتناء الأجهزة التقنية من طرف النشء وما توفره من العاب تولد العنف وتسرب الأفكار والتوجهات السلبية والبعيدة عن قيمنا المجتمعية .
هنا علينا فورا أن نوجد الحل البديل المتناسب مع خصوصيات مجتمعنا الليبي خاصة والعربي عامة.
الناشطة/ نعيمة العرفي- درنة
حقيقة طرح مثل هذا المحور غاية في الأهمية فنحن فعلا في حاجه لبناء الإنسان ولايتاتي ذلك إلا بمواجهة أخطاءنا وعلينا أن نبدأ بأهون الأشياء وان نتخلص من كل هذه المظاهر السلبية التي لم نجني منها سوء التشتت وأمراض التوحد التي لم نسمع عنها سوا مؤخرا، فعلينا أن نعلم أبناءنا كيفيه الاندماج ونعلمه حب الوطن ومغازلته وروح التعاون للبناء من دون انتظار المقابل.