المقالة

إدهاش بلا تأويل

من أعمال التشكيلي عمران بشنة
من أعمال التشكيلي عمران بشنة

 
الإنسان في الحياة مشروع رحلة اكتشاف لا تتوقف لأنه يملك نزعة التجدد باستئناف الأزمنة ومنعها من التوقف وتجديد الأمكنة وإخراجها من حالة السكون والرتابة، وهو بكل اكتشاف يعزز دوره في الوجود، وللأشياء دهشتها الأولى لكن بعضها لا يلبث أن يصادر الزمن وهجه وبريقه.


وفي كل مرة نحاول فيها استعادته يتلاشى حتى يغدو مصدر ملالة وصد وإعراض، وحدها الأشياء العصية التي لا تمنح نفسها بسهولة تظل تحتفظ بديمومة الإدهاش، تتجدد دائما وتتسع رقعة سؤالها، تشدنا إليها بما تخبئه من مفاتيح سر جمالها ونظل نتوق إليها من دون أن نكتشف في أي مكمن منها سر فعلها، وسر تأثيرها وحين نستعيدها نحس كأننا نطالعها للمرة الأولى، تسيطر بقوة على مقاييس العقل والخيال مقتحمة أطر الفلسفات التي تؤطر اللذة في ثنائي محدد لا يتجاوز الحس والعقل، أنها ليست فضيلة حتى يمكننا الركون إلى رأي القائلين باللذة العقلية ولا بالحسية المطلقة البوح حتى ننحاز لرأي أصحاب مذهب اللذة الحسية/، إنها هذه وتلك.
 
فأي إحساس لا تأسره مشهدية أعشاش الطيور في لحظة اكتشافها الأولى ويتجدد المشهد ذاته ولا يبعث فينا الملالة، لكن هل يمكن لعلاقتنا الأولى مع العصافير أن تفسر هذا وهي العصية على التفسير فعلاقتنا الطفولية معها علاقة تصادمية لأننا نحبها ونستمتع بشدوها ونحلم بامتلاكها وهذا حالنا مع من نحب إدهاش بلا تأويل؟

مقالات ذات علاقة

التَّنْمِيَةُ الذِّهْنِيَةِ: مِفْتَاحُ التَّغْيِيرِ

خالد السحاتي

فلاسفه فى ليبيا

سالم الكبتي

د.عبد الله مليطان.. جبرتي الثقافة الليبية

عبدالرحمن جماعة

اترك تعليق