أتمنى من الله أن يؤلف بين قلوبكم، ويجمعكم على الخير، وأطالبكم بنسيان الأحقاد والخلافات.. ويجب عليكم تقديم بعض التنازلات من أجل لم الشمل الذي سيساهم في بناء دولتنا ليبيا من جديد.
الفنان والكاتب صالح الابيض
في لقاء له على بوابة الوسط بتاريخ 29/4/2018
سيرة صانع البهجة
صالح الأبيض، واسمه كاملا “صالح مفتاح بوجرادة الأبيض المعداني”، ولد بمدينة بنغازي في العام 1961، وهو من سكان منطقة سيدي يونس.
تدرج في التعليم حتى دخوله إلى الجامعة، إلى كلية العلوم. وتذكر الدكتور “هنية الكاديكي” أن الراحل، جاءها طالباً موافقتَها، لانتقاله من كلية العلوم إلى كلية اللغة العربية، وعندما سألته عن سبب هذا الانتقال، فقال لها إنه يتطلع أن يكون كاتبا، ولهذا السبب اختار اللغة العربية. لكن لبعض الظروف، لم يستمر بالدراسة.
وسطع نجم الفنان الراحل في الكوميديا الليبية أواخر العام 2006، من خلال المسلسل التلفزيوني (الطيب درويش)، وجاء ظهوره بهذا الحجم أشبه بـ(المعجزة) بالنظر إلى السنوات العجاف التي مرت بها الحركة الدرامية الليبية. وهكذا دخل الفنان “صالح الأبيض” قلوب الليبيين دون استئذان، ولاقت أعماله الكوميدية استحسانا من كافة الشرائح التي كان يخاطبها في أعماله، كما أن أسلوبه في معالجة القضايا والمشاكل الاجتماعية كان يترك أثرا واضحا لدى المتلقين.
بدأت مسيرة “الأبيض” الفنية، منذ دراسته بالثانوية، من خلال المهرجان المدرسي، بداية ثمانينات القرن الماضي، ومن خلال مسرحية (القاضي بوسعدية) قام هو بكتابتها. وعام 1982 اختار الممثل الكوميدي “ميلود العمروني”، “صالح الأبيض” اسما فنيا، وأشركه في مسرحية كتبها “محمد الرملي” مأخوذة عن مسرحية (مجلس العدل) للكاتب الكبير “توفيق الحكيم”، ففاز فيها بالجائزة الأولى في التمثيل، وشارك في مسرحية (عنوان البيت هله)، ومسرحية (الشقة حارس الجميع)، تأليف “أسامة الشيخي” وإخراج “عبد الحميد الباح” للمسرح الوطني.
كتب مجموعة من المسلسلات المرئية والمسموعة والأعمال المسرحية، والتي شارك في التمثيل فيها، نذكر منها: الطيب درويش (2006)، وسكر في امية، والهروب من المكتوب، وأبيض شو، وعالطاير، وخليل البخيل، وكوشي ياكوشة، والاستاذ قلية، والمحطة (2013)، والمعنقر، وأبيض في أبيض، وكان ياما كان، ودايخ في عالم بايخ، وغيرها .
عانى من الكلى والقلب، وبدأ رحلة علاجه في ليبيا في العام 2018، ثم في مصر، ومن بعد الصين، وأخير تونس، التي توفي فيها يوم السبت 19 أكتوبر من العام 2019.
وصل جثمانه إلى مدينة بنغازي في 20 أكتوبر، ودفن بمقبرة الهواري، عند صلاة الظهر الاثنين 21 اكتوبر 2019.
قالوا في حق الراحل…
فوزي الشلوي: الأَبيَضُ لاَ يَلِيقُ بِنَا !! ..
————————
ارْحَلْ ..
لاَ مَكانَ لكَ بينَنَا ..
فَنْحنُ أعداءُ الْفَرحِ .. والابتسامْ
ما جدوى أن تُضْحِكُنا يا سيدي ..
والضَّحِكُ صارَ في شريعتنا ..
عَيباً .. وحرام
الأبْيضُ مَا عَادَ يلِيقُ بِنَا ..
فَنحنُ مِثلَ الْبُومِ ..
لا نعَيشُ إلاَّ فِي الّظَّلامْ
ارحَلْ ..
هذهِ لَيسَتْ دُنياكَ ..
ابتعدْ بِقَلبِكَ ..
عَنْ هذا الْعالمِ الذي يَأكُلهُ الزُّحامْ
كاذِبُون يا صَدِيقي ..
ومُجامِلُونَ جِدًا ..
هَا نَحْنُ نُرْثِيك ..
ونَكتُبُكَ بأروعِ الْحُرُوفِ .. والْكَلاَمْ
أينَ كُنَّا ..
حِينَ كَانَ الْمرضُ يَقْهرُكَ ..
حِينَ كَانتْ تَذْبَحُكَ الأوجَاعُ ..
والآلامْ
كَاذِبُونَ يَا صَدِيقِي ..
فلاَ تُصَدِّقُنَا ..
فَنَحنُ نُواصِلُ الْكَذِبَ ..
مِنْ ألفِ ألفِ عَامْ
خَائِفُونَ ..
ومُرْتَعِشُونَ ..
نَطْمُرُ رؤوسَنَا فِي الْرَّمْلِ كَالنَّعَامْ
مَا عُدتَ صَالِحاً ..
ولا أبيضاً ..
فَهذَا زمَنُ الْغربَانِ ..
وزمَنُ الأنذَالِ ..
والْسُّرَّاقِ ..
واللّئِامْ !!! …
:
إبراهيم حميدان: رحيل صانع البهجة
—————–
فقدت الحركة الفنية في ليبيا اليوم أحد ابرز أعلامها في مجال الكوميديا وفن الإضحاك ، صانع البهجة الفنان الكبير صالح الأبيض الذي يُعدّ من أكثر الفنانين الليبين موهبة في هذا المجال ، أمتع الجماهير بأعماله الفنية العديدة في المسرح والتلفزيون والراديو ، وكانت مسرحية ” كوشي ياكوشي ” في تقديري أهم أعماله المسرحية واحدى أهم المسرحيات الكوميدية في تاريخ الكوميديا الليبية ، برزت خلالها قدرته الفائقة على انتزاع الضحكات من خلال نقده الواقع الاجتماعي والسياسي الليبي بجرأة وذكاء وبراعة وحذق فني ،تميز حضوره الفني بإطلالته المبهجة وابتسامته اللطيفة التي تتالق على وجهه فتجعل المشاهد يضحك قبل أن يشرع الفنان صالح الأبيض في الكلام ، ، لقد كان صالح الأبيض صاحب موهبة كوميدية حقيقية ، لم يتورط في الاسفاف والابتذال ولا انحرف بفنه نحو التكلف والافتعال ، وحقق بفنه شعبيية كاسحة ، وبرحيله تخسر الحركة الفنية في ليبيا ، وفن الكوميديا تحديدا أحد أبرز نجومها الكبار الذين يصعب تعويضهم .
رحم الله الفنان الكبير صانع البهجة صالح الأبيض وتغمده بواسع رحمته ، وتعازي الحارة لأسرته وللأسرة الفنية والثقافية في بلادنا
:
عفاف عبدالمحسن
وداعا صالح الأبيض.. كم سعدت بأعمال درامية مسموعة جمعتنا ضحكنا من قلوبنا اللقمة جمعت ايدينا في ذات الصحفة وجلسة قراءة وتصحيح وتأليف وقتي لم يشهدها فريق عمل كفريقنا عزائي لكل من يحبك واحترم ما قدمت من ثراء فني لمكتبتنا الإذاعية .. ياعملاق الإصحاح الهادف رحمة الله عليك وغفرانه ولروحك السلام
:
جمعة الفاخري
برحيل هذه القامة الفنية السامقة فقدت الساحة الفنية في ليبيا أحد فرسانها البارعين، الذي طالما أضحك جمهوره من أحزانه، وأدخل على قلوبهم الفرح والسرور. رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً، وغفر له وأسكنه فسيح جناته و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.
:
عبد المطلب الوحيشي: يا لصبر بنغازي الذي لاينفذ!
كيف تقوى هذه المدينة على بعاد أبناءها؟.. يا لتجلدها ورباطة جأشها.. كيف لها أن تتحمل أفول قناديلها؟.. وكيف لدمعها أن يرفأ؟…
يا “لصالحها” الذي رحل؟ ويا لهذا الطيف “الأبيض” الذي تشكلت منه ألوان البلاد بأسرها…
يمضي الذي أحبه الكل.. ويتَوَارَى البشوش الذي استوطن البهجة في القلوب قبل الشفاه.. ويرحل من رسم البسمة والابتسامة، والبشر والبشاشة، والضحكة والهشاشة على وجوه هذا الوطن التي لم تسعد في هذه الملمات إلا منه…
اللهم أغفر “لصالح” وأرحمه، وعافه وأعفو عنه وتقبله عندك في الصالحين وأجعل مقامه في عليين… اللهم آمين.. اللهم آمين.
:
مصطفى جمعة
”الفنان الحقيقى هو اكثر الناس حزنا… واكثر الناس فهما لهذا الحزن… لذلك هو الوحيد الذي يستطيع ان ينتزع الابتسامة من عمق الالم… لهذا نحن نحب الفنان -الانسان- ونحزن عندما يرحل عنا حزنا حقيقيا كحزنه الذي خبأه عندما كان يضحكنا. وداعا #صالح_الأبيض
:
فائزة بالحمد: قامة عملاقة…
كل المواقف الطريفة التي كان يقدمها الفنان صالح الأبيض كانت في فحواها نقد صريح للظواهر السلبية التي يعاني منها الوطن والمواطن…
فتقريبا سلط الضوء على معظم السلبيات التي تصدر من المواطن والسلبيات التي تصدر من مسؤولي الدولة بطريقته التي انفرد بها.. فما كان يشبه أحد في ذلك إلا (دريد لحام)…
لايجب أن نستهين بقامة عملاقة في مجال الكوميديا ونقدر شخصيات كبيرة من وطننا الذي يبدو وأنه مظلوم إعلاميا على المستوى العربي والعالمي في هذا المجال الفني وغيره.
رحم الله الفنان الكبير صالح الأبيض…
:
أحلام المهدي: “كوّشي يا كوشة”.. والجهوية ”بالمقلوب”!
”لا أذكر تحديدا متى شاهدت الفنان “#صالح_الأبيض” للمرة الأولى، لكنني أعرف جيدا أن بطاقة التعارف بيننا كانت بعنوان “كوّشي يا كوشة”، الرائعة المسرحية التي غيرت نظرتي للكوميديا الليبية بشكل جذري….“
:
عبد السلام الزغيبي: رحيل فنان ليبي…
في السبعينيات كان أخر ما شاهدت من مسرحيات ليبية اضحكتني، هي مسرحية “غريب” للراحل الفنان المبدع “منصور فنوش”، وربما الجيل الجديد، لا يعرفه…
بعد ذلك انقطع اتصالي بالعروض المسرحية الليبية، المباشرة، واكتفيت بمتالعة اخبار المسرح من بعيد، حتى اتيحت لي الفرصة عام 2006، عندما حصلت على رابط فيديو لمسرحية كوميديه ليبيه تأليف وبطولة الفنان المبدع #صالح_الأبيض، وهي مسرحية “كوشي يا كوشة” ومنذ ذلك الوقت داومت على مشاهدته عبر المسلسلات الليبية التي تعرض في شهر رمضان من كل عام.. ووجدت فيه طغيان روح الفكاهة، والتلقائية في الاداء، والبساطة في التعبير…
رحم الله الفنان الراحل صالح الابيض، الذي رسم الابتسامه على شفاه المشاهدين. وأضحك الناس ولم يضحك عليهم.. والعزاء واجب لكل أهل الفن في ليبيا ولكل المشاهدين.
:
محبوبة خليفة
اليوم تقف بلادنا كلها -بلا تحديد جهات -في طابور العزاء ، فالحزن جمعها وفقيدها الكبير -الذي أتسعت ضحكته لتلفها شرقاً وغرباً وجنوباً-قد غادرها مكلوماً وموجوعاً.
وحَّدناالحزن عليك ،فناننا ومبدعنا صالح الأبيض ،جزاك الله عن كل ابتسامة أهديتها لنا جنان النعيم. مواساتي وتعازيي لبلادنا ولأسرته ومحبيه.
:
محمد عقيلة العمامي: صالح الأبيض.. رحيل آخر نسمة صيف
«صُم صيام موّدِع، فربّما يكونُ رمَضانَكَ الأخير..».. فيما كنتُ أبحثُ عن معلومات لهذه النبذة في صفحته الشخصية، توقفتُ أمام هذا الإدراج الذي لم أجد، لا قبله ولا بعده أيةُ كلمات أو أدعية رمضانية…
قلت في نفسي لعله إحساسُه بالرحيل المبكر كان وراء هذا الكلمات، التي كتبها خلال رمضانه الأخير، الذي قد يكون رمضانَ أي أحد منا، ممن تعرفوا على هذه الشخصية، خلال علاجها في القاهرة.
لم أقابله وجها لوجه من قبل، على الرغم من متابعتي لمسيرته الفنية من بدايتها، فلقد انتبهتُ مبكرا لحجم مقدرته على النقد والإضحاك، ولذلك أجلتُ سفري من بنغازي يوما لأحضر افتتاحَ مسرحيته «كوشي يا كوشة» لأكتب عنها وعنه قائلا: «.. في تقديري أنه تفوق على ممثلين كبار في القيام بدور كفيف، من خلال بحثه عن طاقيته التي وقعت منه، والتي عرفتُ، منه أثناء الشهر المبارك الذي قضيناه معا، أن سقوطها كان عفويا، وأيضا طريقةَ بحثه عنها، فلقد كان يمسح الأرض بكفه مثلما يبحث بصيرا عن شيء وقع منه». ولم يخب ظنُ متابعيه فيما قدمه لنا من شخصيات متنوعة.
صالح الأبيض، كان فنانا قديرا، ولكن مالا يعرفه الكثيرون أن معظم نصوصه، من تأليفه وبعضَها أيضا من إخراجه.
تذكر الدكتور هنية الكاديكي يوم جاءها طالبا موافقتَها على انتقاله من كلية العلوم إلى كلية اللغة العربية، أنها سألته عن سبب هذه النقلة، فقال لها إنه يتطلع أن يكون كاتبا، ولهذا السبب اختار اللغة العربية.
خلال ذلك الشهر المبارك الذي قضيناه معه، نحن مجموعة «الوسط»، رفقة نجليه محمد وحمزة، بسبب علاجه المستمر، لم يخلُ صالونُه الفسيح من أصدقائه المقيمين في القاهرة، وأيضا من عديدين، منهم من جاء من ليبيا خصيصا للاطمئنان عنه.
وانتبهتُ أن الله منحه روحا مرحة وشخصية لا يستطيع المرء إلاّ أن يحبها ويحترمها، شخصية خلقها الله بتوليفة أخصه بها، فإضافة إلى البهجة والمرح اللذين يحفان به، وهو يعاني المرض؛ لم تغب إنسانيته ومحبته ليس لأسرته وذويه فقط، بل للبسطاء، والمحتاجين، ناهيك عن التزام أخلاقي وديني.
كان شخصية لا يملك المرء إلاّ أن يحبها ويحترمها، لقد أحسستُ وكأنه رفيقُ طفولتي وصباي، علما بأنه من مواليد 1964 وإن كانت أحد المصادر تقول إنه من مواليد 1959وهي السنة التي ابتدأت فيها عملي الوظيفي! يقول عنه الأستاذ سالم عيسى، الذى رافقه في رحلة علاجه إلى الصين، والذي كتب الأبيض عنه قبل رحيله: «ربما أخ لك لم تلده أمك»: «إن بدايته كانت مع المهرجان المدرسي، بمسرحية «القاضي بوسعديه». وعام 1982 اختار الممثل الكوميدي ميلود العمروني، صالح الأبيض اسما فنيا، وأشركه في مسرحية كتبها محمد الرملي مأخوذة عن مسرحية «مجلس العدل» لتوفيق الحكيم، ففاز فيها بالجائزة الأولى في التمثيل، وشارك في مسرحية «عنوان البيت هله». ومسرحية «الشقة حارس الجميع» تاليف أسامة الشيخي وإخراج عبد الحميد الباح للمسرح الوطني».
ويضيف الأبيض قائلا:«ثم اشتركت مع ميلود العمروني في مسرحية «نوارة»، ثم كتبتُ مسرحية «ضنَوة عدوك» وهي التي أخرجها ميلود العمروني للمسرح الحديث سنة 1988، وشاركتُ في مسرحية «كان يا ماكان»، وعدد آخر من المسرحيات ثم توقفتُ تسع سنوات، ولكنني عدتُ بعد ذلك للمسرح وأيضا للإذاعة المسموعة ثم قدمتُ العديد من المسرحيات، والمسلسلات التلفزيونية..».
غير أن النجاح المدوي حققته مسرحية «كوشي يا كوشة» سنة 2005 لا أبالغ إن قلنا «أنه جعل الليبيين كافة، يتفقون على محبته واحترامه». رحم الله صالح الأبيض صنع لنا البسمة ورحل عنا مثل نسمة صيف لا نذكرها إلا بالخير.
بوابة الوسط: | الأحد 20 أكتوبر 2019
http://alwasat.ly/news/art-culture/261302
:
كمال المزوغي
رحل صانع البسمة على وجوه الليبيين … رحل الفنان الإنسان الذى أضحك هذا الشعب العابس فى زمن ندر فيه الفرح والضحك … ترجل الفارس الذى أضحكنا فى زمن النكبات … ترجل أحد أبرز فرسان الكوميديا وستقفل (الكوشة) التى أطعمتنا الضحك أبوابها ولو إلى حين … رحل … صالح الأبيض …
… إن لله وإن إليه راجعون …
:
بشير قطنش
رحل الأبيض صالح من بوابة الحياة الخلفية دون صخب أو ضوضاء ، بعد أن أمضى على ظهرها 58 عاما زرع خلالها الفرح وإن كان بسياط النقد الناعمة ، عرفه المشاهد الليبي وقد تفردت بصمته في العطاء ، لم يكن مبتذلا ولا مملا خفيف الظل شد إليه الكبار والصغار وأضاف للمسرح الليبي بصمة لا تنسى ، خذلناه وليس بغريب فهذا حالنا وتركناه يصارع المرض وحيدا ، رحم الله أبا الكوميديا الساخرة رحمة تغنيه عنا ، تعازينا ، إلى رحمة الله تعالى .
:
طارق الجحاوي
***** بنغازي حزينة على غياب صانع الابتسامة *****
فقدت بنغازي أحد كبار صانعي الابتسامة بها، الفنان صالح مفتاح بوجرادة(صالح الابيض) الذي غيبه الموت مساء أمس السبت في أحد مستشفيات تونس(مصحة حنبعل) بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 58 عاما .
برحيله يفقد الوطن أحد اعلام الكوميديا في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية أحد نجوم المسرح الليبي، رسالة ومسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع الفني تجاوزت 34 عاما، وما قدمه خلالها من أعمال مسرحية وفنية متميزة وهادفة، ستظل مدرسة لمن يسير على نهجة في حبه لفنه وتفاعله مع قضاياه.
:
صفاء يونس
رحل وتركَ فينا ما لا ينسى
لا اعرف كيف سيكون لون الكوميديا من بعده
باهت وزهوه مفقود
برحيله قد فقدنا حالات الضحك الهستيرية مع العائلة والأصدقاء عند تذكر تلك الجمل الشهيرة على لسانه :
مرات حسين سيدي
شنج
جناين روما
طابور خامس
موضة الشفافية
سيبقى اثر فكاهته يعبق فينا
طيب الله ثراه
:
المهدي التمامي
رحل فنان الشعب…
بعدما ملأ الحيز المرح للتعبير الثقافي الشفوي الشعبي..
رحل الرجل المشرق بتلقائية نادرة… تلقائية الشارع البنغازي المجبول على خفة العبارة، والحساسية العالية في التعامل مع المعاني المستقلة، والنحت الشهي الذي يمزج بين الحقيقة الجمالية ومضمونها الإنساني..
كان (صالح الأبيض) يستقطع من مكافآت إنتاج أعماله مبلغاً كبيراً، بمعيار الإنسانية، ويوزعه على أسر الفنانين الذين رحلوا… بينما يسعى في المقابل المتنفذون في المؤسسات الثقافية والإعلامية على حد سواء لامتصاص رحيق الفنان حتى آخر قطرة لذيذة، ليقذفوا به في نهاية المطاف في المنفى النفسي القاسي…!
ها هو يرحل اليوم، بكامل أوسمة الفكاهة الدارجة…
بعدما تأكد بأن السعادة قد انطفأت في عيون الشعب..
وأن ليبيا هي مطية الطغاة..
وأن الحياة فيها صارت لعبة للأغنياء…!
سلام على روحك في الأولين والآخرين