الطيوب
يتزامن هذا اليوم مع حلول أربعينية الموسيقار الكبير “علي ماهر” الذي وافته المنية قبل شهر تقريبا بعد صراع مع مرض عضال لازمه لسنوات من المكابدة والتعب عن عمر ناهز الـ77 عاما، وللموسيقار الراحل تجربة حافلة في عالم الفن والموسيقى والتلحين إذ بدأ يتلمس أولى خطواته الفنية في آواخر ستينيات القرن العشرين لاسيما عقب استكماله لدراسته بالجامعة الليبية ببنغازي عام 1965م فهو من دفعة نخبة من الفنانين أمثال “وحيد خالد” و”عبد الله السباعي” و”عبد الرحمن قنيوة”، وقد تميّز بجمله اللحنية والموسيقية ليُطلق أهم ألحانه في أغنية (طوالي) حيث تعاون فيها مع الشاعر الغنائي “مسعود القبلاوي” وهي من غناء المطرب “خالد سعيد” .
رائعة بلد الطيوب
وبهذا اللحن كتب الموسيقار الراحل تاريخ ميلاده في سماء الفن والإبداع لتتوالى أعماله ولعل من أبرزها على الإطلاق أغنية (بلد الطيوب) للشاعر الراحل “علي صدقي عبد القادر” وغناء المطرب الراحل “محمود كريّم” وحظيت هذه الأغنية بانتشار كبير لتتحول لأيقونة وضاءة في تاريخ الفن الليبي مما أكسب الراحل حضورا فريدا داخل المشهد الإبداعي والفني.
الإنتشارالعربي
تغنت حنجرة العديد من الفنانين والمطربين الليبين والعرب بألحان الراحل ومنهم “ميادة الحناوي” ، “فايزة أحمد” ، و”سعاد محمد” و”عُلية التونسية”، و”أصالة”، و”وديع الصافي” و”عبد الهادي بلخياط” وغيرهم، وشهدت مسيرة الراحل تعاونا مثمرا مع شعراء وكتاب الأغنية الليبية والعربية مثل الشاعر المصري “حسين السيد” والشاعر “محمد الفيتوري” والأديب والشاعر “علي فهمي خشيم”، والشاعرين الشعبيين “علي الكيلاني” و”عبد الله منصور” بالإضافة لتعاونه مع الشاعر “خليفة التليسي” من خلال تلحينه لرائعته الأشهر(وقف عليها الحب).
ثراء التجربة
وقد ساهم تعاون الموسيقار الراحل مع الشعراء الغنائيين العرب والليبيين في إثراء تجربته الموسيقية والفنية بعديد الأغاني التي ذاع صيتها وكان لها شديد الأثر على أذن المستمع والمتلقي، كتعاونه مع الشاعر الراحل “مسعود القبلاوي في أعمال (حنيت) و(مداين وأرياف) و(لكل الناس)، وكذلك تجربته مع المسرح في عدد من المسرحيات التي وضع وصاغ ألحانها وموسيقاها وتظل محطته مع تلحين أغاني فيلم (تاقرفت) علامة متميزة في مشواره الفني.