يتزامن يوم الـ7 من يونيو مع حلول الذكرى العاشرة لرحيل القاص الرائد والسياسي المخضرم “وهبي البوري“، الذي غيّبه الموت العام 2010م، بعد رحلة حياتية حافلة بالعطاء على الصعيدين الأدبي والسياسي، قدم فيها الراحل عصارة تجربته، ولعب فيها أكثر من دور في أكثر من ميدان… وسنحاول في هذه الإطلالة أن نُلقي بالضوء على أبرز محطات حياة الراحل من خلال النقاط التالية:..
من هو وهبي البوري؟
“وهبي البوري” كاتب وقاص وسياسي ليبي، أبصر النور في مدينة الإسكندرية في مصر في 23 يناير 1916م، بعد أن هاجر إليها ذويه في أعقاب الغزو الإيطالي للبلاد، ثم رجع في عام 1920م إلى بنغازي وانخرط في مدرسة الفنون والصنائع حتى أتم فيها المرحلة الإعدادية، ومن ثم واصل تعليمه في المدارس الإيطالية في مدينة الإسكندرية، واستقر به المقام في بنغازي ثانية عام 1931مـ وقد حاول في توقيت لاحق أن يعود إلى مصر لكن سلطات الاحتلال الإيطالي منعته وقتها من العودة.
المناصب السياسية التي شغلها وهبي البوري
في عام 1935م تبوّأ في السفارة الليبية في القاهرة منصب مستشار وبقي فيه حتى عام 1939م وانتقل بعدها للعمل في مدينة طنجة كمدرّس للغة العربية في المدارس الإيطالية في المغرب، وأثناء دخول إيطاليا الحرب العالمية الثانية عمل في القسم العربي في وزارة الثقافة وغداة خروج إيطاليا من الحرب منهزمة لبى دعوة لمفتى فلسطين للعمل برفقتهم في العاصمة الإيطالية روما وتولى إدارة مكتب أنباء فلسطين هناك …وحين رجع إلى ليبيا تدرّج في عدة مناصب في وزارة الخارجية إلى أن رُقّي كوكيل لوزارة الخارجية في عام 1965م حتى صار وزيرًا للخارجية ثم مندوبًا لليبيا في الأمم المتحدة فمستشارًا للعلاقات الدولية في منظمة أوبك .
وهبي البوري؛ قاصاً وأديباً ومترجماً
عُدّ وهبي البوري رائدًا للقصة القصيرة المعاصرة في ليبيا فهو أول من نشر القصة القصيرة وفق المعايير الفنية الحديثة ونُشرت في مجلة (ليبيا المصورة) عام 1937م بعنوان ليلة الزفاف، وقد دأب على كتابة ونشر العديد من القصص والمقالات التي عالجت وتطرقت لعدة موضوعات متنوعة …ونشر نتاجه الإبداعي في عدة صحف كبرقة الجديدة والحقيقة والوطن وطرابلس العرب والجبل الأخضر، فضلاً عن الصحف والدوريات العربية فخلال فترة إقامته في الكويت نشر في مجلة العربي ذائعة الصيت وأيضًا الرأي الأردنية وفي أثناء ذلك أصدر باقة من الكتب التي عُنيت بالنفط ومدى اشتباكه سياسيًا منها (البترول والعلاقات العربية والإفريقية) و(البترول والعلاقات الأوروبية)و(حظر البترول على جنوب إفريقيا) و(ماتي، رائد البترول الإيطالي) وقد تُرجمت إلى عدة لغات كالإنجليزية والفرنسية.
وقد شكل الحضور الإبداعي للبوري زخمًا كبيرًا في الحياة الثقافية في ليبيا فواصل إصدار الكثير من المؤلفات التي كرّست منه مؤرخًا عاصر أهم وأخطر فترة في تاريخ ليبيا الحديث ومنها على سبيل الحصر، (بنغازي في فترة الاستعمار الإيطالي)، (مجتمع بنغازي في النصف الأول من القرن العشرين)، (بنك روما والتمهيد للغزو)،(بواكير القصة الليبية)،(عمر المختار وغراتسياني) وفي ميدان الترجمة كان له دورًا رياديًا فنقل عن الإيطالية كتب مثل (الحرب الإيطالية)، (الكفرة الغامضة)، (بيبلوغرافيا ليبيا).