الراحل حبيب الصايغ رفقة الدكتور خليفة احواس
المقالة

حبيب الجميع وداعاً

خليفة احواس

الراحل حبيب الصايغ رفقة الدكتور خليفة احواس
الراحل حبيب الصايغ رفقة الدكتور خليفة احواس

ربما تُعد علاقتي بالراحل “الحبيب الصايغ” قصيرة إذا ما قورنت بالسنين، فقد كانت أول علاقة عابرة به في ليبيا عام 2005 عندما استضافت رابطة الأدباء والكتاب الليبيين اجتماعات المكتب الدائم بمدينة سرت. حينها تفاجأت ذات مساء ونحن نستعد لإقامة أحد الأمسيات الشعرية أن “الحبيب”، غادر فجأة دون أن أعرف الأسباب. لكن علاقتي الجديدة بدأت حينما سارع بإصدار قرار رفع التجميد عن عضوية رابطة الأدباء والكتاب الليبيين في أوائل العام 2018، في اجتماع دمشق، وتلقيت منه أول اتصال مهنئاً بالعودة السعيدة كما وصفها، وأنه يتألم لغياب أي عضو عن اتحاد الكتاب العرب، وهو الحريص على أن ينأى به عن دهاليز السياسة، وأن يحافظ على رسالته الثقافية العربية بلا مساومة، وأن تكون القدس التي كرس لها الاتحاد جائزة سنوية المبنى والمعنى في كل برنامج أو خطة.
عندما بدأت مسيرة تواصلي التنظيمي معه، وجدت فيه نهراً إنسانيا متدفقاً يعيش الشعر الذي أبدعه حياة عملية لا غنى عنه، حتى أن مشاعره في كثير من الأحيان تطغى على إدارته للاتحاد، فهو قد يحول دون اجتماع مهم إذا رأى فيه تنافر يبدد الود، أو شحناء تفرق صف أخوته الأصدقاء من أعضاء الروابط والاتحادات والجمعيات الأعضاء باتحاد الكتاب العرب.
اختصر الشيخ “محمد بن زايد” شخصه حينما وصفه أثناء استقباله لنا بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع والعشرين لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، بأبوظبي بأنه (حبيب الجميع).
كان أول من اتصل بي من خارج الوطن للاطمئنان علي أثناء إجرائي لعملية جراحية خلال شهر 7 – 2019.
كان يبدد الوجوم بابتسامة عريضة، ويسكت الكلام المباح بصمت رهيب.
كان جراحاً ماهراً بكلماته، وحليماً بسعة صدره عندما تشتد الخطوب، حتى إنه قد يميل إلى اجتراح حلولاً ليست في البال ولا في الخاطر لمجرد أنه يجبر بها الخواطر ويبعد من خلالها المخاطر.
عاش الحياة كما امتلأت بها دواوينه، وغادرها فجأة، ليبقى حاضراً في القلوب كما لو أنه لازال يقهقه وبدعو ماجدته* لنخب حياة باذخة لن ترحل.
_______________________________
لسيدة “ماجدة” زوجة الراحل.

مقالات ذات علاقة

اللغة الليبية القديمة.. ثلاتة الاف عام من العزلة

منصور أبوشناف

آثارنا أثرنا

فاطمة غندور

مجلة المؤتمر.. عندما رفعت ألوية المعرفة .. من عرين الأسد

زكريا العنقودي

اترك تعليق