المقالة

كانت وكان وهل سنكون !!؟؟

.

كانت طامة كبرى وجائحة مزعجة ومقرفة !!॥ كان حجرا ثقيلا وظلا بغيضا على البشر والحجر … كانت الأنفس ذليلة والقلوب كسيرة !!॥ كانت الأحزان تترى والظلام مطبق !!!….كانت الأصوات محشوة بحلوقها والصدور منتفخة بصديد الصراخ !!!! وكان الجسد محض كومة طين مشوي بعكازين تذرع الفراغ وتحذر الحفر ومعاول السحق !!॥ كانت الروح مسمرة على عودها تفتش عن ثقب خلاصها لتفر وتلملم ريشها لتحلق بعيدا عن العش المهشم بجناحيها للريح !!! كانت فكرة العيش بسلام مهددة بالدودية والحفر بالصخر والتراب لإنتاج رغيف الخبز والحيوانات المنوية والتكاثر في صمت ثم توريث ذرية بائسة لولي النكد وراعي التعشيب القسري !!!… كانت القلوب حبات بلب الجسد شاغرة الحب والفرح وكانت الرغائب يوميات رماد على قارعة الحريق !!!… كانت آمال التغيير تقارير أمنية تحت وسادة الغول الجاثمة على كل سرير بالخريطة والنائمين بالعراء بين المساحات والمسافات يحلمون بميتة هانئة وعزاء فاخر وجنازة معلنة بالراديو المحلي تستقطب المعزين لإعلان البكاء الجماعي بطوابير حزينة والتسامر بخيام مثقوبة عن قرارات الخيمة الأم ومواعيد صرف المعاشات الميتة والأعلاف التموينية !!!… كانت البلاد بين فكي الفساد وسياط رهط الجلاد وتقارير بني القواد ومقالات عباد الاصلاح ودعايات خدام الوريث الفذ وحلاقي شعر الشعب ومزيني شعرة معاوية وملمعي حفاء وصلعاء النظام الخرف !!! كان السراق حجاج وكان الكذاب العربيد أمين ثقافة ومفتي ديار ووجيه قبيلة وشيخ قيادات , كان الثوري دعي نبالة ورجعوي بنذالة متميزة وكان الاكاديمي الطموح ببطنه محمولا بدال ( د ) نتنة الى مجارير السلطان ولاعقا بامتياز يتقيأ بالمحاضرات والندوات على بني جلدة وجهه وفصيلة دم ولحم اكتافه , كان بلا منازع كتاب الحظوة ومثقفي المدرج الاغبر وسدنة مكتب الاغتيال مروجين للطروحات ولا يطرحون غير الشوك والسغب والجدب لشعب الكابوس الارضي , كان الجوع والفقر والمرض والاكتئاب والحزن السافر ناطقا رسميا باسم الناس لا تسمعه غير بواطنهم ولا مايكات ولا مكبرات للصوت توصل نشجهم لذات بينهم !!!! كان الطليق سجين المطلق وكان السجين طليق المغلق وجميعهم رهن الامتثال لسياط التوجيه والعذاب !!! كانت الحياة مطلب فناء وكان الموت مهرب نجاة وكانت الحرية مؤجلة لما وراء القبر والتحلل من الجسد صعودا الى جنة النعيم … كان الناس ينتظرون الفرج على قارعة اليأس ولا شيء غير خطوات البؤس وعجلات القنوط تقترب !!! كانت البلاد الحسناء مكبلة العشاق رهينة عربة القبح ومختطفة من المسخ وإخوانه بالرضاعة !!! ومع هذا كله كان الوطن كله يتألم والشعب كجسد واحد يرقب بصبر وجلد لحظة الشفاء واقتلاع الشيطان والسرطان من جسد البلاد واجساد العباد !!!… اليوم وقد شفينا من الداء العضال وتجرعنا مرارة الدواء والعلاج بالكي ॥ من أي موروثات أو ملوثات تفشت فينا كل أمراض الفوضى ولوثات الجنون ولما كل هذا الاصرار الهستيري على تصدير احقادنا ونفث كراهيتنا وتسميم عيشنا وبتر اوصالنا وتقطيع اطرافنا وقطع رحمنا ولحمنا وسفك دمنا وترويع بعضنا وتشريد جمعنا وتخريب بلدنا وتدمير بيوتنا وهدر تضحيات ثورتنا ومقدرات ثرواتنا وسرقة اموالنا واستنزاف وقتنا جهدنا بطرح كل قبيح ومشين ومعيب ورديء وسيء على صورتنا عن ذاتنا أمام من يطالع صورتنا التي رسمنا جميعا وتخلينا عن كل جميل فيها في مدة لم تتجاوز أشهر قليلة وكأننا لا معنيون بوطننا وغير قادرين على رفعة شأنه وأعمار صرحه وتولي أمره إلا بكنف طاغية وتحت سياط زبانية ووصاية أغيار عن قرب وبعد يبدو اننا من دون وعي نسير باتجاه تسليمه لهم طواعية على شوارع من فوضى وأطلال من خراب وبرعاية وعناية من سرقوا الزمن والوطن ما قبل الثورة وما بعدها ولا ينتظرون غير المزيد من عوننا الفوضوي وخلافاتنا الهدامة على الحصص والمناصب والنفوذ والسلطة والثروة والأسلحة والمباني والمطارات والمنافذ والمعابر والسيارات والمعسكرات والغنائم وحتى هرائية التراشق بتسجيل الارقام القياسية والحصرية بين الافراد والكتائب والمدن والمسلحين المسيسين والساسة المسلحين وتيارات القمع الديني والوعظ الرهابي بسجل من قدم ومن ضحى ومن يريد حصة حكمة وثمن نضال او جهاد عن كل قطرة عرق ودم او نجدة وطن والدفاع عن مخزن او مبني او سيارة ثم سرقها وقال هذا من حقي ولن اهديه لكم إلا على جثتي ولو أدى ذلك لحرب شوارع وخراب بيوت وقتل الأبرياء والعزل و الناس جميعا !!؟؟ وهل صراعات المدن وحروبات الثوار على مصادر الغنائم ومراكز النفوذ ودوائر السلطة واقتحاماتهم كالغزاة كل صباح وكل ليلة هنا وهناك ونشر اخبارنا على حبال وأسلاك وقنوات وأقمار العالم وتغول ذواتهم على مصير وهيبة الشعب ونهب مقدرات البلاد وتأمين لمصالح شخصية أو لمجموعة بالقوة المسلحة ستؤمن الاستقرار للبلاد او لأحد وفق معادلة التوازن بالرعب والردع بالسلاح !!! هل ستدور عجلة الدولة أم ستدور ساعة الزمن عكس عقاربها وتلسعنا على حين غرة بمفاجاة مسمومة لا ترياق لهولها !!!؟؟ هل ستكون ليبيا اليوم والمستقبل بحال افضل من ذاك الامس البغيض والزمن يمر ولا ينتظر المتأخرين عن واجب المتناحرين على صكوك والفرصة قد تسرق أو تفر مع المتربصين بالحقوق !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟…………………….

مقالات ذات علاقة

شواطئ أمان غير أمنه

نجوى بن شتوان

من مقالات منتصف اللّيل عن التّعريف بالقرآن.

الصديق الطيب البخاري

حكايات للكبار فقط

سالم العوكلي

اترك تعليق