هذا القلب الذي يضني الجسد والعقل، هذا القلب الذي لا يشيخ رغم أنه أضعف عضو في جسم الانسان، كل خلية في الجسم تشيخ او تفنى إلا هو، فتيا يولد وفتيا يحيا وفتيا يموت، لا يعرف الوهن أو الضعف ولا يعرف الرجوع إلى الخلف ولا يعرف التردد، لا يخاف الظلام والأخطار وكثيرا ما يتهور فيوقعك في مأساة من مآسي الحب، كأنه ليس فيك أو كأنه غريب عنك…
تطلب منه أن يكون حكيما ولا يقودك إلى المهالك فلا يسمع لك رجاء ولا يرحم لك دموع، يراك تبحث عن لحظة صبر بعد غدر حبيبة أو حبيب فينظر إليك بعيون السخط، تطلب منه أن يفكر وأن يتروى فيبتسم ساخرا، هكذا، لا يعترف بهزيمته حتى وهو يشهد دماء العشاق تسيل…
خلق لكي يحب لا أكثر ولا أقل، لا يعنيه من كوارث العالم وحروبه وزلازله إلا أن يحب، هل نلومه ونطلب من جمعيات حقوق الإنسان محاكمته، لا فائدة لأنها من أشد انصاره…
انتم تعرفون أكثر مني، ليس من شاعر إلا واسترحم دقات قلبه فما استجابت، كثيرا ما تمنينا على القلب ألا يحب إن أصابتنا هزائم الحب بحرابها أو بعد ما غدر بنا العمر بسنينه المتسارعة فما رحم لنا دموع ولا قبل من أحد شفاعة، يتآمر علينا لأنه يعتقد أن المشاعر وحدها تكفي كي نحب كما نشاء وأينما نشاء ومتى نشاء، يعتقد أن الرومنسية يمكن أن تكون وحدها روح الحب…
هو لا يعترف بقصر نظره وضعف تفكيره حتى عندما يصدمه الجدار فيدميه ومع ذلك تراه يعيد الغلطة مرة أو حتى مرتين…
قلب يحمل أسرار قوته، لا يكل ولا يهدأ ولا يستريح قبل أن يرى الشمس عند مولده وهو يضخ ماء الحياة إلى كل خلية في الجسم، عالم ساحر ومعجز فيه سر الحياة ومعناها وفي الأسئلة التي لا نعرف لها سبيلا، فيه تكتب دواوين الشعر وفيه تكتب رسائل العشاق وفيه توجد كل المشاعر التي تجعل العالم يقف على قدميه ولا يسقط، هو الوحيد الذي يعبر عن كل فكرة أو إحساس أو أمنية او رغبة أو حلم، إلى الحد الذي جعل أحد المنشغلين به يقول إن القلب وليس العقل هو الذي يفكر وقال أيضا أن القلب هنا وفي كل الجسد تراه وتحس به اما العقل فلا هو بالموجود المحسوس ولا هو بالكائن الحي، القلب هو الجسد وفيه الروح وفيه الميلاد وفيه الموت وما بينهما توجد حياة حافلة تولد في هذا القلب ثم يتولى حراستها بل وحتى الموت في سبيلها…
المنشور السابق
المنشور التالي
يوسف الشريف
يوسف محمد الشريف.
تاريخ الميلاد : 1938.
مكان الميلاد : ودان / ليبيا.
مجالات الكتابة : القصة القصيرة – قصص الأطفال – المقالة.
تعريف قصير: ليسانس علم اجتماع، بنغازي 1962، بدأ كتابة القصة القصيرة منذ العام 1958، تولى منصب مدير الإذاعة عقب قيام الثورة في 1969.
• وهو من رواد القصة الليبية الأوائل، ويعمل حالياً مستشاراً لمجلة الأطفال ( الأمل)
إصدارات:
- الجدار (قصة)/65
فازت هذه المجموعة بالجائزة الثالثة في مسابقة القصة القصيرة لسنة/65
- الأقدام العارية (قصة)/75
- ضمير الغائب (قصة)/76
- هذا كل شيء (قصة)
- أكثر من 100 عنوان لقصص الأطفال في أكثر من سلسلة.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك