عبدالمولى البغدادي
إلتمسوها في العشر الأواخر أيها الأحبة فإنها ليلة التجلي وادعوا الله أن يجنبنا شر الفتنة لعلها لحظات إجابة إن شاء الله:
في رحاب الصيام والإيمانِ
وصَــفــاء الأرْواح والأبْـدان ً
يعْجُز الشعْر أن يكون بيانًا
بين قومٍ يتْلون أسْمى بيان ِ
إنَّه الـنُّـور والهُـدى جلَّ قدرًا
ومقامًا عن عاجزٍ في مّكانِي
إنَّـه سَبْحَـةٌ مـع الله عَبْرَ
النُّور في مَلَكوتِه الرُّوحانِي
أيُّ شِـعــرٍ يَــروقُ بـعْـد مَـعــانٍ
مِن معاني الرَّحْمان في “الرحمانِ”
كل شِعْـر وشاعـرٍ يـتلاشَى
بِـصَــدَى آيـةٍ مِـنَ الـقُـرآنِ
أتُريدون بعد هذا بياناً
من لسانٍ مُلَعْثَمٍ كَلِسانِي؟
أصْلَح الله شأنكمْ مِن كِرامٍ
شرَّفوني وأصْلح الله شانِي
فلَعَلِّي بكمْ وبالليلة القَدْرٍ
أنالُ الشُّمُولَ بالرِّضْوانِ
وعسَى الحائِرُ الـمُشَتَّتُ يحْظَى
بالـذي شاقَـهُ فـيَلْتَقِِـيـانِ
أُمْنِيَاتٌ عَسى لعلَّ ترى النُّورَ
فتسْمو بالنفس تلك الأماني
****
ليلةٌ في غُضونها ألْفُ شهرٍ
هي عُمْر الحياةِ للإنْسانِ
هي دنيا فسيحةٌ هي كَوْنٌ
قُدُسيٌّ وليس كالأكوانِ
هي أُنْس ورحمة ٌوسلامٌ
هي رَوْحٌ ينساب في الوجدانِ
إنها ليلة التَّـجَلِّي فمن منَّا
عَساه الجديرُ بالغفران
سَبَّح الرٌُوح والملائك فيها
بِجَلال المهيمن الدَّيَّانِ
وشِفَاه السماء تَزْهُو بآيٍ
مُعْجزاتِ الإبْداع والإتقانِ
تَتَحَدَّى الزمان تُرْسي كِـياناً
يَهْرَمُ الدهر وهي في عُنْفوانِ
هيَ حِصْن الوُجود ديناً ودنيا
راسخَ الطَّوْد شامِخُ البنيانِ
****
يا إلـهي وليلة القدر شَعَّتْ
بالتَّجَلِّي في مَشهدٍ ربَّانِي
ما الذي يوقِظُ النفوس لتَسْمو
عن حَضِيض الآثام والعِصْيانِ
وترى النُّور بعد ليل مُرِيبٍ
فالدُّجى والضَّلال مُلْتزمانِ
قدْ سُلِبْنا عُقُولنا فاسْتُلِبْنا
واغْتُصِبْنا معالما ومَعانِي
****
يارسولَ السَّلامِ يا رحْمة الله
إلى الناس يا هُدى الحَيْرانِ
شَرْعُك السَّمْح صار حَسْب هوانا
مطلقَ القيْدِ مِتْلَنا والعنَانِ
ليس عَيْباً يُضيرنا إن حدفْنَا
بعضَ أحْكامه بِلا اسْتِئْذانِ
أوْ ضربْنا بَعْضَ النُّصوص بِبَعْضٍ
أو قلبْنا وُجُوهَ بعض المعانِي
عَوْلَمَاتٌ غَرِيبة وافِـداتٌ
٠نتواصى بها مع النُّدْمانِ
إن شرَّ الـمُصابِ ما أفْسدَ الدين
وجرَّ الأذَي على الأوْطان
قل لمن شَـذَّ أوْ تشَدَّد مَِنَّا
إنَّ شرْع الإله سَمْحُ المباني
إنَّ شرْع الإله يَسْرٌ فماذا
لو لـمَسْتَ النفوس بالإحْسانِ
بِكَ يا خاتَمَ الخِتام ختامِي
وشُرُوعي وكلُّ ما في كياني
إن نكن في عِـداد أمَّتَك الفُضْلى
فلِلْجار حُرْمَةُ الجيرانِ
ومن الفوز أن يكون انتمائي
لـمُحِبِّيكَ من لـذنْ “حَسَّانِ”
لَسْتُ حَسَّان مَدْحِكم غَيْر أنِّي
بعضُ حَسَّان حُبِّكم وكَفَانِي
قد أجَزْتَ الـمُدَّاح قَبْلِي فكانتْ
سُنَّةُ الشِّعْرِ من قديم الزَّمانِ
فأجِزْني بما تَطيب به النفس
وتسْمو رَغَائِبُ الوجْدانِ
وعليْك الصَّلاة تتْرى مِنَ الله
إلى ما لا يُـحَـدُّ من أزْمان
وعليك السَّلامُ مِنْه ومنِّي
ومِنَ الحاضِرينَ في كُـلِّ آنِ