من أعمال المصورة التونسية سلوى الجوادي
طيوب النص

محطات…وأحلام

في السفر ينتابنا احساس أننا سننسى كل شيء..ونتركه حيث كنا ،وكدائما نمر على المحطات نتأمل الحكايا في وجوه المسافرين ..هذا مريض يعاني ويعبر الفضاء متوسداً الأمل ..وتلك المرأة تسابق أجنحة الطائرة لتشبع توقها لحضن إبنها المهاجر قسراً..وذاك الطفل المتشبث بيدي والده وكأنه يعلم أنه سيتنازل عنه لوالدته -لأنه سيتزوج- بعدما كان هو ثمناً للطلاق وحكايات كثيرة تئن أو مبتهجة ..
عند بوابة المطار تتنفس ملء رئتيك وواثقاً أن الأمور كلها ستتغير ..يتلاعب بك الأمل والتوق ويرسم لك طريقاً مزروعاً بالأماني المحققة ..فيداعب الأمل مخيلة كل المسافرين وانه لا يحول بينه وبين تحقيقه سوى هبوط الطائرة ..
في الواقع اننا نخبئ أجزاء منا داخل حقيية ملابسنا ونُحكم إغلاقها ،تسافر معنا والبقية نوزعها عند كل بوابة نودعها لديهم كأمانة نستردها عند عودتنا .
هل أحلامنا التى تسافر معنا هي نفسها أحلامنا التي
نتركها ؟
من منا نجح في تهريب حلمه من بوابات السفر؟
من منا حافظ على حلم بسيط وحققه؟
في كل مرة تتساقط أجزاء من أحلامنا حتى تتلاشى عند أول منعطف خطر من الخييات ؟
وكلما كبر الحلم كلما تعاظمت الخيبة ..تناسباً طردياً منطقياً..
السفر أحياناً يكون تحدينا لذواتنا الأكثر إثارة ..به نكتشف حقيقة قدرتنا الجادة في المحافظة على مانريده فعلا …فعلا.
تسأل نفسك باستمرار هل عليك أن تسافر لكي تعرف ما تريده أم تظل مكانك وتسعى إليه ؟
حتى لو عدنا ولملمنا بقايا أحلامنا سنبتكر أحلاما جديدة وأمنيات نسافر من أجلها ومن أجلنا ..

مقالات ذات علاقة

غداً يا خديجة

مفتاح العلواني

أنا قطعة سكر

منى الدوكالي

جدتي الحبيبة .. جدي العزيز

المشرف العام

اترك تعليق