أنيس فتحي البرعصي
كان السيد فوزي الشيوعي يحب العسل و يمتلك 5 نحلات بلا ملكة ، و كلبا أطلق عليه أسما تريفوريا كأسم مدير عمله.. إنتقاما منه، وكان قد جعل من فناءه تابوتا للنحل .. ومن حديقته الخلفية مقبرة للكلاب التي رباها قبل مديره.. والتي أسماها بأسماء مدرائه السابقين أيضا .. أقصد قبل طرده! مع كل طرد يموت كلب في حادث غامض.. ويدفنه باكيا والدم يغرق قميصه .. ويتعهد له بالأنتقام، وبعد كل جنازة سرية يتلقى إتصال من رقم مجهول يبلغه بقبوله في وظيفة جديدة ..
كبر السيد فوزي .. وتورمت خزانته بالعقود المفسوخة والإقالات، وأمتلئت مقبرته غير الشرعية حتى أضطر لإستئجار حديقة جاره.
كبر السيد فوزي وتوقف عن دفن مدرائه فجأة – أستقال من هواية الحانوتي السري، وأصبح مديرا فجأة.. وأكتشف ذات ليلة أن النحل الخائن طعنه في ظهره وهو القاتل المأجور لكلابه..
أحرق السيد فوزي بيت النحل كما أحرق قلبه.. ونبتت الأزهار فوق قبور الكلاب بين يوم و ليلة.. وصار النحل الجديد بعد كل رشفة رحيق.. ينفجر نباحا!
وحين مات السيد فوزي.. دفنه كلبه الأخير في فناءه الخلفي.. وبكت كل كلاب القرية على الكلب الأخير.. لأنه عاش بلا أسم، وسيموت بلا جنازة. وفوق هذا، لن يعرف طعم العسل.. يا عسل.