ريم القماطي
يضرب بيدٍ ممتلئة بالحنين،
على ظهر الأيام
ويقول: فلتعودي للوراء قليلاً،
أريد أن أشتم رائحة أبنائي،
الوالد الذي تناثر أبناءه بين
أعماق الأرض.
تمسح باطن قلبها،
صبراً،
تعرج على أقدام التضحية،
تُخفي انهيار السوء فوق أيامها،
وتقول: يتّمتني أنا وأبنائي أيها القدر،
الأرملة التي اصطدمت بالفراق قسرا.
تسيل الأيام من عيناه،
ويقضم الزمن بهجته،
يركض بين أطراف النّهار
ويقول: من أطفئ النور؟
الطفل الذي ابتلع الموت والده.
تعصب رأسها،
تركض إلى آخر الشارع،
تضع فتات الخبز على سطح الرصيف،
تعود وهي تجرّ أقدامها وكأنها تحمل الأرض معها في كل خطوة،
الأم التي استحالت ذكرى ابنها فزاعة،
تفر منها أيامها.