من أعمال المصورة التونسية سلوى الجوادي
طيوب النص

ذات مرة

(( .. ماذا أكتب لمن جعل حروف اللغة عبيداً لي ..
ماذا أكتب لمن جعل كلمات الغزل تتسابق لإرضائي .. ))

كتبتِ لي مرة ..
رأيتُ اللغة تتراصف كطلائع جيشٍ منتصر ..
كانت حروفك تلمع تحت وهج الشمس ..
وكنتُ هناك ..
يرهقني المسير ..
وينزف دمى ..
يختلط بذرات الرمال الصامتة ..
فيما كنت أواصل البحث ..
ماذا تكتبين ؟ ..
فقط عنوانك ..
فقد أضناني المسير ..
فقط عنوانك ..
فرحلة البحث عنك لا تنتهي إلا لكي تبدأ من جديد ..
فقط عنوانك ..
وسأجعل حروف اللغة عبيدك مدى الدهر ..
فقط عنوانك ..
عندها سنقصد معاً أول سوق للنخاسة .. 
سنشترى من تجار الرقيق كل حروف الجر ..
وجملة اسمية رائعة الجمال ..
وبعض الأفعال شرسة الطباع ..
ومبتدأً أنيق المظهر ..
وخبراً هادئ الصوت ..
سأشترى كل هذا الحشد .. 
وسأهديه لك ..
وسأراك عندها كما أود دائماً أن أراك ..
جليلةً كأهرامات مصر .. 
مُبهجةً كحدائق بابل .. 
مقدسةً كحزن يتيم ..
قاطعةً كأوامر إله. .

مقالات ذات علاقة

عَاصِفَةُ عِطْرٍ

جمعة الفاخري

عن السلطة!!!

عطية الأوجلي

صندوق الإعلاميين يناقش دور الإعلام في الانتخابات

المشرف العام

اترك تعليق