/
بلا نافذة
هذا الليل
أسمرُ المطر
.
يقارعُ نهود الغجريات
بوجهٍ جاهلي
يتدفق منه العواء
بين سبع سماوات من القُبل
.
له جرارٌ من نبيذ الدراويش
وثمرٌ أشقر من عراجين الغناء
يرتبنا على فوضى الأسرة
ليستبد بنا العطش
ويمتصنا هجير الشموس الغريقة
.
تاركاً لنا
كأساً مبللاً بوجع الورد
في الجرح المجاور
من قصيدةٍ آثمة
ساعة
الموت الجميل …!
/
بنهدِ الصديقةِ أهدي ..
أنا لثغة النبيذ المطمئنة
………
ما أوجع ريحُ الصبا
السادرة في غربة الطين العتيق
على جدران رسمٍ أثيلٍ رهيف الوجد
حين تنداح على مهل
تحت أقدام الغرباء
في عراءٍ دميم اللحاف
باذخ الخطيئة
أغدق الغياب ..
أكاد أنزُ نواحاً
والغيمةُ الجحود
منذُ أن غادرها غنج الغناء
أرخت ضفائرها للريح
مالحة الصفير
تتقاسم والأمطار
مفاتن عودتنا الأبدية
:
:
كانت و مازالت (ليلى)
بكائية (المنوبية)*
ندى لشتاءٍ باهظ المطر
:
الجرةُ العجوز
تعيد لنا تحايا الماء
ترمم ذات الحلم
على كف طفلةٍ عاشقة
خبئت طائر الكناري في حضنها
ناشرة مناديل الغناء
على نعناع ضفائرها
في أزقة الشوارع
.
لتمشي الحكايات كأسرابٍ
من عصافير و عشاق يمضون
و يمضي أجمل البكاء
إلى أطلالهم
.
و يمشي الهوى
في إثرهم
يتلو مراثيه و يمضي !
.
يا باب البيت
كم كان نواحك مذهولاً
و (ليلي)
لفت مغزلها ورحلت
ذات شتاء
تركت شاعرها
ينبت كالحنظل
يكبر
يذبل
ومازال يغني
بين يديه مجازات
من وجع الوردة
.
يا (ليلى)
حتماً سنغني
ذات شتاء .. !
_______________________________
* (المنوبية) حيٌ أصيل الغناء في مدينة الخُمس العتيقة … سمي بهذا الأسم نسبة لسيدة صالحة و أم لدرويش المدينة الأنقياء …
الخُمس / ليبيا – 13 / 2 / 2019