لم يَهدَّني الغياب بقدر ما علَّى صروح لهفي ،كانت قد تشابهت أوردتي فما عاد للأحمر وجود في شُرياني ، وأختلطت المعاني فصار الفرح أسوداً وللحزن بهجة الياسمين كنت أُحث قدميَّ على الركض لغير مقصد وأستعجل الليل ليمضي دون أن أُهفو لثرثرة العصافير ، أتساقط ألماً دون أن تتكحل مقلتيَّ بملح الدمع ،حتى تسللت أنت عبر مسارب صدفة تائهة إلى عجاف سنيني ، ونفثت فيها من روحك فأهتزت وربت ، وأنجبت. من اليباس قصائد ورافة التوق ترتلك فجراً وتهدهدك في المساء ، تلملم شاعريتك المبعثرة في صحارى العشق ، حينها يممت وجهي نحو مداءاتك ورهنت قلبي لسحائبك المبللة برائحة الوجد ، ولم أكن أعلم بأن مطرك الأزرق سيعيدني من حيث بدأت ، فراشة مبتورة الجناحين تجابه صفير الرياح في شجن النايات•
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك