دراسات

المراكز الثقافية في ليبيا… المسؤولية والإشكاليات والدور المنوط من أجل التنمية الثقافية المكانية المُستدامة

تعتبر المراكز الثقافية في ليبيا خاصة وفي بلدان العالم  عامة القاعدة والركيزة الأساسية لانبثاق أو إنطلاق عجلة التقدم الثقافي .فهي الحيز المكاني الأهم في مكونات البنية التحتية في آي قطاع ثقافي لأسباب عدة أهمها :

1-  تمثل المراكز الثقافية المكان الأصلح والمناسب بل الملائم لتلاقي جمع فريد من المهتمين بالشأن الثقافي ( أدباء ، مثقفين ، إعلاميين ، نُشطاء ، مبدعين ، متذوقين ، وعلماء ، وبحاث ، ومفكرين الخ) في كل منطقة أو نطاق إداري بالمدينة الواحدة .

2- تساهم في تنمية ثقافة الفرد وتكسبه حالة  شمولية موحدة من التجانس مع بقية الأفراد في المنطقة .

3- تعزز من ترسيخ ثقافة القراءة لدي الأفراد في المنطقة.

4- توفر قاعدة بيانات أولية ( سنية / نوعية ) بخصوص المثقفين في هيكلية القطاع الثقافي   ( المركز الثقافي في المنطقة ، فالمكتب في المدينة ، فوزارة الثقافة في الدولة) .

5- تساهم في ملء الفراغ الفكري والزمني للفرد بفكر ثقافي ايجابي خلاق.

6- توفر مكتبة وقاعة للإطلاع زاخرة بكتب قيمة ، وكبنكا معلوماتيا للبُحاث والدراسين .

7-  تعتبر المظلة الثقافية الأساسية التي توفر المناخ الثقافي الطبيعي لتكوين فرقا ثقافية في شتي حقول الثقافة للتمثيل المنطقة ثقافيا مع المناطق الأخرى.

8- تمنح الجرعة  الثقافية التحصينية  الأولية لضمان بقاء الهوية الثقافية الليبية المحافظة أساس الحضارة الثقافية  الليبية المنشودة.

9- توفر قنوات اتصال تقنية رقمية آمنة للمثقفين مع المهتمين بالشأن الثقافي من الدول الصديقة .

10- منارة معرفة وعلم وفكر ثقافي تعبوي.

11- تقوم بتنفيذ الاتفاقيات  الثقافية المشتركة والمبرمة مع وزارة التربية والتعليم عن طريق ( إدارة النشاط التعليمي)  للمنطقة ذاتها .

12- تقوم بتنفيذ الاتفاقيات الثقافية المشتركة والمبرمة مع وزارة الشباب والرياضة عن طريق ( إدارة التوثيق والمعلومات والتوعية في النوادي الرياضية ) للمنطقة ذاتها .

13- تقوم بتنفيذ الاتفاقيات الثقافية المشتركة والمبرمة مع وزارة الداخلية عن طريق (إدارة التثقيف  الأمني الوقائي).

14- استيعاب عدد لا يتعدي  (5 ) من منظمات مجتمع مدني نوعية، بحسب حاجة المنطقة لأدوارها .

15- إصدار بطاقات عضوية نوعية ابتدائية كل أربع سنوات حسب قاعدة البيانات ويسمي بالرقم الثقافي الوطني الابتدائي.

الدور الثقافي الأمثل للمراكز الثقافية :

تلعب المراكز الثقافية دوراً مهماً في تنفيذ الأجندة الثقافية من (مبادرات وخطط ومشاريع وأنشطة واستبيانات وإعلام ثقافي الخ) المعتمدة كخطة ثقافية سنوية تنموية شاملة ثابتة وعامة، لتعزز الحراك الثقافي الأفقي مع جميع المراكز الثقافية في الدولة ، بتعليمات عادلة ونزيهة من وزارة الثقافة.

وقد تضيف المراكز الثقافية بالمناطق عن طريق أعضائها من مختلف شرائح القطاع الثقافي في المنطقة مقترحات مختلفة  تتناسب مع طبيعة المنطقة كالمراكز الثقافية في القري الصحراوية فقد تري من الضرورة أن تقيم مناشطاً للتزلج علي الرمال مثلا وهذا المنشط لاتستطيع الوزارة تعميمه كخطة ثقافية أفقية إجبارية .

ويراعي عند إطلاق أي مبادرة تنافسية بين المثقفين والمبدعين في الدولة عامة الأتي:

1-أن تكون شاملة بحيث لاتُغفل إدراج أي حقل من حقول الثقافة وهي :

حقول التنافس الثقافي :

1- الشعر والنثر.

2- الشعر الشعبي.

3- القصة ( قصة قصيرة / قصة قصيرة جدا / الومضة / النويفل / الرواية )

4- المقالة .

5- الخاطرة والحكمة والرسالة المكثفة.

6- النص المسرحي .

7- الأغنية ( الشعبية / الفصحى / الأناشيد / الموشحات )

8- الفيلم القصير  والجوال .

9-  الرقص الشعبي (الفلكلور)

10- التراث.

11- مربى الطيور ( التهجين ).

12 – مربى الخيول.

13- الحيوانات والزواحف البرية

14- هواة جمع العملات النقدية.

15- هواة جمع الطوابع البريدية

16-  فن الكاركاتور

17- الفن التشكيلي

18- فن الرسم .

19-  المشغولات اليدوية والنقش والنحت.

20- فن التصوير الفوتغرافى

21- فن التمثيل .

22- العزف المنفرد .

23 – الفرق الموسيقية .

24-  محبي نباتات الزينة .

 25- الألعاب الشعبية القديمة .

26 – الحكواتى .

27-  الفكاهى .

28- حقول تنافسية ثقافية أخرى .

الإشكاليات والمحاذير والحلول :

أولا : الإشكاليات :

1- ازدواجية التبعية  بين وزارة الحكم المحلي ووزارة الثقافة والمجتمع المدني.

2- عدم انتظام تسييل الميزانيات الكافية .

3- عدم إطلاق المبادرات العامة والتنافسية الشاملة لكافة الحقول الثقافية السالف ذكرها.

 ثانياً : المحاذير والحلول:

* ارتباك العمل جراء ازدواجية التبعية بين وزارة الحكم المحلي ووزارة الثقافة والمجتمع المدني .

الحل :

1- يكمن حل هذه المعضلة بأن تكون التبعية المكانية للمركز الثقافي في المنطقة  للمجلس المحلي  بحيث يقوم  المجلس المحلي بتكليف ابرز المبدعين في المنطقة لإدارة المركز الثقافي حسب قاعدة البيانات الدورية  السنوية الصادرة من مكتب التوثيق والمعلومات بالمركز والمعتمدة من وزارة الثقافة، وتوظيف كوادر ثقافية وإدارية من أبناء المنطقة المهتمين بالشأن الثقافي الصرف.

2- يقع علي عاتق المجلس المحلي تخصيص ميزانية بدل القرطاسية والمرتبات لمدير المركز والكادر العامل وكذلك الخدمات والصيانة الدورية  والتطوير.

3- يقع علي عاتق وزارة الثقافة والمجتمع المدني إصدار القرارات لتنفيذ خطط العمل الثقافي السنوية الموحدة في كافة المراكز الثقافية مرورا بمكاتب الثقافة بالمدن.

4- يقع علي عاتق وزارة الثقافة والمجتمع المدني تخصيص الميزانيات بشكل متساوي لكافة المراكز الثقافية في ليبيا بحيث تغطي تكاليف كافة المبادرات والأنشطة والمسابقات والجوائز والمشاريع الثقافية والتي عممتها الوزارة مسبقاً.

5- يقع علي عاتق الوزارة تسديد مكافأت العاملين وبدل الإضافي لقاء جهدهم في تنفيذ الخطة السنوية.

6- يكمن دور المكاتب الثقافية بالمدن في عملية تنظيم المعلوماتية الثقافية والعمل علي إصدار النشرات الدورية بعد الإطلاع علي التقارير الدورية وإعادة ترتيب قاعدة البيانات الثقافية السنوية وتعديل التراتبية الثقافية وإصدار بطاقات الاتحاد الثقافي في المدينة سنويا بالتنسيق مع المراكز الثقافية بالمناطق والنوادي الرياضية ومكتب النشاط الثقافي في مدارس المنطقة ( المجلس المحلي ) ويكون كوادره من عامة المجتمع كأي كوادر وظيفية في أي مؤسسة حكومية أخري لإنهاء إشكالية التهميش والإقصاء لبارزين  حقيقيين جدد.

* عدم انتظام تسييل الميزانيات الكافية .

الحل

 يكمن الحل بتأمين الميزانية الثقافية العامة بوقت كافي بحيث يمكن جدولتها لتغطية المتطلبات حسب أوجه الصرف المعتمد حسب الخطة الأساسية المقدمة من طرف وزير الثقافة في مجلس الوزراء.

* عدم إطلاق المبادرات العامة والتنافسية الشاملة لكافة الحقول الثقافية السالف ذكرها.

حقيقة لايُعقل ابدا أن يتم إطلاق مسابقة سنوية في عدد محدود من حقول الثقافة وترك حقولا أخري بداعي عدم وجود ميزانيات كافية ، كون هذا الفعل يعتبر جناية ثقافية في حق مبدعين آخرين في حقول أخري تهمل تنمية إبداعاتهم عن طريق التحفيز التنافسي الدوري وبالتالي يقوي المتميز في  الحقول التي تم الإعلان عن التنافس فيها وسيتكون سيرهم الذاتية متعاظمة علي حساب آخرين أهملت مسابقات التنافس في إبداعاتهم

الحل:

تطبيق  مشروع الدوري الثقافي الشامل لكافة الحقول والمعمم علي كافة المراكز الثقافية بنفس طريقة وآلية عمل دوريات كرة القدم .

مقومات المركز الثقافي الأنسب :

  1.  يكون مقره في مساحة جغرافية ملائمة ، ليتمكن جميع أفراد المنطقة بما فيهم شريحة المعاقين من الوصول الوصول إليه .
  2. أن تكون هيكلية المركز الثقافي  كهيكلية مصغرة جدا لهيكلية مكتب ثقافة المدينة .

    3. أن يحتوي كل مركز ثقافي من

  • مكتب إدارة المركز الثقافي .
  • –          المكتبة  وهي المساحة الرئيسية الخاصة بالقراءة والإطلاع  والاستعارات والبحث والدراسة

– قاعة للمحاضرات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية .

  • قاعة الوسائل السمعية والبصرية من الأشرطة المسموعة والمرئية والوسائط الإلكترونية .
  • صالات بالمكتبة الإلكترونية الرقمية والتي من المفترض أن تحتوي مابين 4 أجهز ة حاسب آلي  .
  • مكتبة للأطفال والتي تضم أثاثً خاصاً بالأطفال ومجموعة من الكتب والقصص والألعاب .

 –  مقر خدمي استثماري مكمل كملحق للمركز الثقافي( موقف لوقوف السيارات + مقهى + صالة انترنيت +كشك جرائد ودوريات وطباعة وتصوير مستندات + قاعة  عرض).

‏‏‏الخلاصة :

إن الخلل الناجم عن الوضع  الثقافي الراكد والذي  عرقل بروز مبدعين جدد طيلة مايقرب عن خمسون عاما يأتي كنتيجة لأحد أمرين :

الأول :

قد يكون  فشل كل مسئول ثقافي   في تأدية واجبه المتجسد في نشر الثقافة وصقل المواهب ليتصدروا المشهد .

الثاني :

قد يكون المسئول هو من يتعمد إهمال مواهب حقيقية ويتعمد إبراز آخرين مهما أرتفع شأنهم سيكونون أقل منه شأنا وبالتالي يستمر في تأدية المسؤولية الثقافية العقيمة.

الخاتمة:

أننا وإذ نقدم هذه الوريقة الثقافية  من منطلق حرصنا علي حق المبدع في المشاركة في رفع رأيات التفوق وكمواطنين مثقفين لنصلح الإعوجاج وننهي حالة التشوه الثقافي الطارد لكل مبدع حقيقي لإحداث تنمية ثقافية وطنيةإستراتيجية مُمنهجة تستدعى الاستنفار الثقافي الدائم لنجسد بمفاهيم إدارة التنمية الثقافية حراكاً  ثقافيا يسمو بالوطن إلى ألمصاف الأرقى.

وكاستدراكاً.. للواقع المُعاش علينا النهوض بالثقافة بتنمية شاملة  ورصد دائم وبتطبيق دقيق ورؤية أوسع.

وكتحدياً للإشكاليات والنزاعات نضمد الجراح ونقرب المسافات ونتسامح من خلال رؤية ثقافية تنموية شاملة متناسبة مع واقعية المشهد من اجل ثقافة  ليبية وعربية فدولية مشتركة.

نطمح… في اجتذاب الكم الهائل من الطاقات البشرية الليبية إلى تجسيد أدبيات ثقافية خلاقة متنامية، تُعنى بالشباب    “فالشباب عماد الأُمة”.

نطمح .. لتعزيز الهوية الليبية وتنمية الحس الوطني.

والله علي ماذكرنا شهيد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات علاقة

المفكرة التاريخية: تأملات حول الولاء والهوية فكرا ومنهجا (3)

مفيدة محمد جبران

تقنيات السرد الساخر في القصة القصيرة

عبدالحكيم المالكي

ليبيا واسعة – 7 (صقع)

عبدالرحمن جماعة

اترك تعليق